["وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ " ـ سورة لقمان/الآية 19]
1.
إنَّهُ لأمْرٍ جِدٌّ غَرِيبْ ـ
بَلْ إنَّهُ لأمْرٍ ِ مُرِيبْ!
قَدْ لا تُصَدِّقُهُ المَدَارِكُ،
قَدْ لا تُصَدِّقُهُ العُقُولْ!
فَيَعْفُورُ[1] الحِمَارُ العَجِيبْ
دَلِيلُ الْنُّبُوَّةِ،
النَّبِيهُ،
ذُو الأصَلِ النَّبِيلْ،
يَعْفُورُ مَطِيَّةُ الحَبِيبْ:
آلَ، بَعَونِ اللهِ تَعَالَى، إلَى بَهْلَولٍ،
مُضْحِكٍ،
مُثِيرٍ للتَهَكُّمِ
تُضْرَبُ بِصَوْتِهِ الأمْثَالْ
وَكَأَنَّهُ حِمَارٌ مَجْهُولْ،
وَلَيْسَ حِمَارَ الرَّسُولْ!
لّمْ تُشَهِّرْ بِهِ آيَاتُ القُرَآنْ،
غَيْرَ أنَّ "الشَّيْخَانْ"،
ما انْفَكَّا يُحَدِّثَانْ:
الدِّيَكَةُ تَرَى المَلائِكَةْ
أما الحِمَارُ فيَرَى الشَّيْطَانْ[2]
2.
يَعْفُورُ Bilingualist [3]
إذْ كَلَّمَ صَاحِبَهُ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينْ
حَدَّثَهُ بِلُغةِ الإنْسَانْ
حَدَّثَهُ عَنْ نَفْسِهِ،
وَعَنْ تَارِيخِهِ المَلآنْ:
بِالأحْدَاثِ وَتَقَلُبَات الزمانْ،
تَارِيخِ الجُوعِ وَالحِرْمَانْ
فَقَالَ لَهُ الرَّسُول: سَمَّيْتُكَ يَعْفُوراً[4]!
قَالَ لَهُ كُنْ ـ فَكَانْ!
وَهَكَذَا تَحْوَّلَ الحِمَارُ إلَى إنْسَانْ!
3.
يَعْفُورُ مِنْ آخِرَ سُلالَةٍ للحَمِيرْ
لَمْ يَعْتَلِهَا إلَّا الأنْبِيَاءْ [هَكَذَا قَالَ الحَيَوَانْ]
وَإذْ رَحَلَ صَاحِبُهُ ـ فقد جِاءِتِ الأحْزَانْ
فَقَرَّرَ الحَيَوَانْ،
إنَّهُ قَدْ آنَ الأوَانْ،
فَألْقَى نَفْسَهُ فِي بِئْرِ الجِيرَانْ،
فَانْتَهَى تَارِيخُ "الرَّجُلْ" قَبْلَ الأوَانْ![5]
لعظيم الفائدة:
من كنوز تفسير رؤية الحمار في الأحلام(!):
"هو في المنام غلام أو ولد أو زوجة. وربما دل على السفر، أو العلم، لقوله تعالى: " كمثل الحمار يحمل أسفارا ". ومن وجد من حماره خلاف ما يعهده في اليقظة دل على فتوره عن عبادته، ويدل الحمار على العالم بلا عمل، أو اليهودي، ويدل الحمار على ما يطأ فيه الإنسان كالوطء والزربول وما أشبه ذلك، والبغال والحمير ملكها في المنام أو ركوبها دليل على الزينة بالمال أو بالولد، والحمار إمرأة معينة على المعيشة، كثيرة الخير، ذات نسل، وربح متواتر، ولفظ الأتان والأتانة من الإتيان. وربما دل صوتهما على الشر والأنكاد، والولد من الزنا أو ظهور العارض من الجان. وقيل إن سماع صوت الحمار دعاء على الظالمين، والحمار سعي الإنسان وجده، كيفما رآه سميناً أو هزيلاً، فإن كان الحمار كبيراً فهو عز ورفعة، وإن كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا، وإن كان جميلاً فهو جمال لصاحبه، وإن كان أبيض فهو زينة صاحبه وبهاؤه، وإن كان هزيلاً فهو فقر صاحبه، وإن كان سميناً فهو مال صاحبه، وإن كان أسود فهو سروره وسيادته، وملك وشرف، وهيبة وسلطان، والأخضر ورع ودين"(!) (!) عن: "تفسير الأحلام" لعبد الغني النابلسي
هوامش:
[1] "يعفور" هو حمار محمد. وقد كان اسمه "يزيدُ بنُ شهابٍ"! واستناداً إلى تاريخ ابن كثير "العلمي والموثوق به!" في "البداية والنهاية" وابن الأثير فى «أسد الغابة» وغيرهما، فإن اللهُ أخرج من نسلِ جد يعفور ستينَ حمارًا، كلهم لم يركبهم إلا نبى، ولم يبق منهم غيره، ولا من الأنبياءِ غيرُ محمد. وحسب ابن كثير فإن يعفور كان يتوقع أن يركبه محمد. وهو كان قبل ذلك لرجلٍ من اليهودِ. وكان محمد يركبه فى حاجته، فإذا نزل عنه بعث به إلى بابِ الرجلِ، فيأتى البابَ فيقرعُهُ برأسهِ، فإذا خرج إليه صاحبُ الدارِ، أومأ إليه أن أجب رسولَ اللهِ. ولما قبض محمد، جاء إلى بئرٍ كانت لأحدهم، فتردى فيها، فصارت قبرهُ، جزعًا منه على موت "رسولِ اللهِ"!!!
[2] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ؛ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا ) رواه البخاري ومسلم. وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَنَهِيقَ الْحُمُرِ بِاللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لَا تَرَوْنَ (!
[3] Bilingualist: هو الإنسان الذي يتقن لغتين. ويعفور هذا كان يتكلم العبرية قبل العربية!
[4] اليعفور هو ابن البقرة الوحشية (الظبي)
[5] من المؤسف إن العلماء المسلمين لم يولوا أهمية لتاريخ وفاة يعفور. ولكن نظراً لـ"أسباب الوفاة"، فإن يعفور قد انتقل إلى رحمة الله في تاريخ قريب من يوم الاثنين المصادف 12 (أو 13) من شهر ربيع الأول وفي السنة 11 للهجرة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق