منع

طوفان الأقصى" قد أقصى "حلَّ الدولتين" إلى الأدنى متحولا إلى مستنقع!

طوفان الأقصى أم مستنقع الأقصى؟
[هذا هو طوفان الأقصى]

1.
أزمة المسلمين العقلية تكمن في عقيدتهم الإيمانية المتهافتة بأنَّ التفكير من وظيفة القلب!
ورغم جميع الاكتشافات العلمية الطبية، والاختراعات التكنولوجية المتعلقة بالقلب الصناعي، وزراعة القلب ونقل القلب من إنسان في حالة موت سريري إلى إنسان آخر في حاجة إلى قلب-  بل والقيام بعملية ناجحة [على حد علمي قد أجريت عمليتين ناجحتين حتى الآن ] لنقل قلب من خنزير إلى إنسان . . .
ورغم كل هذا فإنَّ الجدار العقلي لمخ الكهنوت الإسلامي يرفض هذه الحقيقة البسيطة ويواصل عملية "التفكير" عن طريق "القلب"!
2.
ولأنَّ "القلب" مفهوم مجازي للنشاط العاطفي، فإنَّ المسلم عاجز عن رؤية الحدود الفاصلة ما بين العقل والعاطفة، ما بين الحقيقة والرغائب، ما بين الوقائع والأماني، ما بين حقه وحق الآخرين في الوجود، ما بين الماضي والحاضر، ما بين الحق والادعاء، ما بين حقيقته الوجودية وقيمته البشرية. فاختلط الدماغ مع القلب والعقل مع العاطفة.
فأخذ يقفز على العقل والتاريخ والوقائع والعلم والإدراك الواعي للوجود.
وهذه هي النتيجة الساطعة:
أزمات شاملة في جميع مرافق الحياة:
الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والنفسية - ولهذا أخذ المسلمون القادرون على الفرار يفرون من بلادهم من غير رجعة].
3.
لقد كشفت أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي بما لا يقبل الشك عن كل هذه الأزمات واحدةً واحدة، مثلما كشفت عن الإفلاس التام للتفكير اللاهوتي وسذاجة ممثليه وناشريه والمصفقين له في آن واحد.
وليست قضية الفلسطينيين – إلا واحدة من القضايا التي يرفض المسلمون إدراك الحقيقة البسيطة المتعلقة بها وهي أنها ليست قضية دينية بل هي قضية سياسية - قضية شعب يعيش هنا على الأرض والآن وأن سخافات التطرف الديني لم تجلبْ ولن تجلبَ لهذا الشعب غير الكوارث والشرور.
الفلسطينيون بحاجة إلى أرض للعيش الآمن لا لسماء للأوهام.
4.
ولهذا فإنَّ الانطلاق من أساطير "قبة الصخرة" في التعامل مع القضية الفلسطينية هو الطريق الأكيد الذي كان ولا يزال يؤدي إلى عرقلة وإرجاء الحلول السلمية [وهي الحلول الوحيدة الممكنة الآن وفي المستقبل المرأي].
وهذا ما ينبغي أن يفهمه الفلسطينيون أنفسهم أولاً وقبل كل شيء.
فالفلسطينيون والعالم يرون بأم أعينهم نتائج مهزلة "طوفان الأقصى" الذي تحول إلى مستنقع يبتلع شيئاً فشيئاً القائمين به. لكن الكارثة، وهي كارثة تاريخية جديدة، أنَّ هذا الطوفان المزيف قد  دمر غزة وسكانها تدميراً شاملاً وحوَّل أكثر من مليوني فلسطيني إلى نازحين من جديد ومن غير أية آفاق للمستقبل.
مستنقع الأقصى
[الطوفان يتوسع]

5.
لم يتحقق أيُّ انتصار للقضية الفلسطينية من جراء "سخافة الأقصى" فحسب، وإنما قادت حماقات المنظمات المتطرفة إلى تدمير شامل بالمعنى الحرفي للكلمة لقطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، حيث تجاوز عدد القتلى حتى الآن أكثر من عشرين ألفاً وعدد الجرحى عشرات الآلاف؛ وتهجير أكثر من 80% من السكان بصورة نهائية [فلم تعد لهم حتى منازل يعودون إليها]؛ ويجري الآن تدمير القوة العسكرية لحماس شيئاً قشيئاً وملاحقة قادتها وتدمير القاعدة المادية والبشرية والعملياتية لتحرك قواتها؛ وإذ لا توجد إحصائيات عن عدد قتلى حماس وحركة الجهاد الإسلامي فإنَّه لا  يمكن إلا أن يكون بعشرات الآلاف. فالموتى باقون في الأنفاق إلى الأبد.
6.
وكل هذا يمكن أن يراه الجميع ، ما عدا أولئك  المعتوهون الذين ودَّعوا عقولهم أو ولدوا من غير نعمة العقل والسذج وعديمي المواهب والجهلة وأصحاب الشخابيط في المنتديات المختلفة وأولئك الذين يبحثون عن الشهرة بين العرب.
فهم الوحيدون الذي لا يزالوا يزعقون ويهتفون بـ"الانتصار الساحق" على اليهود من غير أن يروا الخراب الشامل. بل لم يعن لكل هؤلاء عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين وانهيار عالم الأحياء تماماً!
غير أن ما يستتر خلف مظاهر الخراب الشاملة هو أنَّ المنظمات المتطرفة في غزة قد انتهى وجودها سياسياً ولم يعد
7.
ها هي نتائج مغامرة "طوفان الأقصى" الطفولية المضحكة:
الجيش الإسرائيلي يمتلك الآن السيطرة على كافة مناطق غزة حيث ترفرف الأعلام الإسرائيلية على أنقاض المدينة التي كانت في يوم ما في قبضة حماس تسرح وتمرح فيها– أما صناديد "مستنقع الأقصى" فهم كالجرذان في الأنفاق.
وهذه هي نهايتهم الأكيدة.
إنها لصورة محزنة.
ولكن ما يحزنني ليس مصير جماعات التطرف [فلهم الجنة كما كانوا يحلمون]، وإنما انهيار عالم الفلسطينيين الذين لم يأخذ أحدٌ رأيهم في هذا الخراب.
[الأعلام الإسرائيلية في كل مكان على انقاض مدينة غزة]

8.
هذا هو منطق التفكير الديني الأهوج:
إما كل شيء أو لا شيء!
وقد كانت النتيجة المتوقعة منذ السابع من أكتوبر الماضي هي: لا شيء!
[أنظر موضوع: "الهدية"]
وإذ لم يعد العالم يحتمل وجود المنظمات الإسلامية المتطرفة السنية والشيعية على حد سواء، فقد أصبحت نهاية هذه المنظمات ضرورة ماسة ليس للعالم فحسب وإنما وقبل كل شيء حتى بالنسبة للغالبية العظمى من الدول العربية.
وعلى الفلسطينيين إدراك الحقيقة البسيطة:
القضية الفلسطينية هي قضية فلسطينية ولا تعني أحداً من العرب - والمسلمين بشكل خاص. فهم بالذات مصدر خراب هذه القضية وضياعها.
وليس ثمة حل لهذا القضية غير الطرق السياسية السلمية والمتمثلة بـ"حل الدولتين".
السياسة هي فن الممكن وإنَّ عصفوراً في اليد أفضل من آلاف الطيور في شجرة أوهام حُمى الإسلام المَرَضِيَّة.




هكذا تكلم "الله" [2]: لا أبالي



المقدمة:
يخبرنا أقرب المقربين إلى "رب العالمين!" و"الرحمن الرحيم" و"آخر المصطفين!" بأنَّ "الله" قد خلق آدم، ثم أخذ قبضة من الخلق بيمينه وقال "هؤلاء إلى الجنة "ولا أُبالي"؛ وأخذ قبضة بشماله وقال وهؤلاء إلى النار" ولا أُبالي". فقال قائل: "يا رسول الله فعلى ماذا نَعْمَلُ؟"، فأجابهم بسرعة البرق:
"على مواقع القَدَر"!
المفروض:
من المفروض أنَّ "رب العالمين" و"الرحمن الرحيم" هو الذي "لا يبالي" لمصير "خلقه" والأمر بالنسبة له سواء: من يطير إلى "الجنة" ومن يسقط في "الجحيم".
فهل كان الأمر هكذا حقاً؟
1.
لا أعتقد أنَّ بإمكان القارئ المعاصر  أنْ يتصور بأنَّ هذا الكلام الركيك والمنطق الفج يعود إلى "رب" ووصفوه لنا بأنه "رب العالمين" و"الرحمن الرحيم" القادر المهيمن الجبار بشهادة "آخر المصطفين" والذي يصفه المسلمون بكل ما لذ وطاب من مدائح اللغة العربية؟!
فـ"الله لا يبالي" بنتائج "قراراته" – فهو كالملوك العرب، مصون وغير مسؤول.
وبلغة التسعير التجاري:






فإن مصير البشر لا يساوي فلساً واحداً بالنسبة لـ"رب العالمين"!

ومن لا يعجبه "كلام" رب العالمين هذا فما عليه إلا أن" يبلط البحر" أو يقول "آمين"!

2.

لمن يتأمل هذا النوع من التصريحات الفجة [طبعاً مَنْ فقد نعمة التأمل والتفكير خارج حساباتي] وبغض النظر عن طبيعة إيمانه أو لا إيمانه فإنه سوف يصطدم بالحقيقة التالية:

إنَّ خرافة "الله" التي اختلقها محمد هي نموذج للصانع المبتذل الذي لا يكترث بما صنعه حتى لو تحول إلى وقود في موقد النار.

3.

وهذا أمر مناف لأبسط قيم "الخَلْق!" سواء كان الخالق بشراً أم حيوانات.

فالإنسان يتفانى من أجل أطفاله ويقلق دائماً على مصيرهم ويدافع باستماتة عن داره الذي بناها بيديه؛ والطيور تدافع عن فراخها بتفان وشجاعة مضحية بحياتها من أجلهم. بل أنَّ الطيور تدافع باستماتة عن أعشاشها التي بنتها بجهد وتعب.

إلا هذا الـ"الله" فإنَّ مصير البشر - الذين يفترض أنهم من "خلقه"، لا يساوى شروى نقير:

فإن ذهبوا إلى "الجنة" وإنْ صاروا حطباً في "جهنم [أو كما يقول هو شخصياً بصورة "عذبة!" و"كريمة!" و"مهذبة!": وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ] " فإنَّ الأمر سواء!

4.

وهكذا وبعد أنْ يقوم "الخالق!" بتلطيخ يديه وملابسه بالطين اللازب ويصنع دميته الغبية "آدم" يعلن تمرده على "الخلق" وكراهيته لهم مقرراً بسماح وهيبة وعدالة:

هذا يذهب إلى "الجنة" وذاك إلى "جهنم" ويعتزل في صومعته سائراً على طريق القردة الثلاثة:

لا يسمع نداء أحد!

لا يرى عذابات أحد!

ولا يكلم أحداً!

القردة الثلاثة: لا ترى، لا تتكلم، لا تسمع

إنه يسقط في حالة سبات عميقة معتزلاً عن مسؤولياته  "الجسام" إزاء "خلقه" – فطالما "خلقهم" فإنه في حلِّ من أمرهم "وإلى حيث ألقت رحل أم قشعم"!

توضيح لمن لم يتضح له الأمر:

"أم قشعم" هي الموت. والمثل أعلاه هو جزء من بيت شعر  لزهير بن أبي سلمى ويستخدم عادة بالدعاء على ما يسوء المرء ليذهب من غير رجعة – أو كما يقول "صاحبنا": إلى جهنم وبئس المصير!

5.

والآن "لنضع النقاط على الحروف!":

بعد أن اتضح لدى العقلاء [الذين لا يؤمنون بخرافات الأنبياء والرسل والأئمة والملائكة والجن والعفاريت] ومنذ مئات السنين ومن بينهم من غير شك أبو العلاء المعري الذي ما عليَّ إلا أن أردد ما قال:

قلتم لنـا خالـــــقٌ حكيـــمٌ . . .  قلنــا: صدقتــم كــذا نقـــولُ

زعمتمـــوه بــــلا مـــكانٍ . . . ولا زمــــــانٍ ألا فقـــولــــوا

هــذا كــلامٌ له خَـــــ،،ـبِيٌّ . . . معنـاهُ ليست لنا عُقـــــولُ

ولأننا أصحاب عقول فإنَّ لا وجود للأرباب غير أن تكون خرافة فجة خرَّبت حياة البشر. ولهذا فإنْ يكون له "كلام" فإنَّ علينا أن نقبل أيضاً أنَّ للأحجار كلاماً وحكمة.

 المطلوب إثباته:

فإنْ لم يكن الكلام من نوع "لا أبالي" لرب ما – وهذا أمر ثابت إذ لا وجود له – فلمن هو يا ترى؟

إنَّه كلام قثم.

 

الحلقات المنشورة حتى الآن:

هل الله يتكلم؟

هكذا تكلم "الله"[1]: مقدمات [هل تعرف ماذا قال لي ربي؟]

هكذا تكلم الله : عندما يغيب الشهود - ملاحظات إضافية



1.

في موضوع [محمد [7]: الشاهد الوحيد] واستناداً إلى مرويات المسلمين فقط توصلنا إلى أن تاريخ أحداث "نبوة" محمد هو تاريخ ادعاءات محمد وأصحابه من غير أي دليل أو شاهد:

فأول ما بدء به محمد من "الوحي"، كما تقول عائشة التي لم تكن قد ولدت آنذاك [أي أنها ليست شاهداً]، "الرؤيا الصادقة في النوم" [لا يوجد شاهد]؛ ثم "فَجِئَه" الحقُّ وهو في غار حراء [لا يوجد شاهد] فقال له: "اقرأ" – إلى آخر الأسطورة فطار صوابه ولم يحط وكاد يفقد عقله فَرَجَعَ محمد وفؤاده يرتجف، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: زملوني ..."؛ ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل فقال ورقة: "هذا الناموس كان قد نزل على موسى" ... إلخ - ثم توفيت خديجة، وتوفي ورقة [ولم يعد ثمة شاهد غير محمد!].

وهنا يقول الراوي "!": 

"حتى حزن محمد "فيما بلغنا" [لا أحد يعرف كيف تم البلاغ] حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال [أيضاً لا يوجد شاهد]!

فكلما أوفي بذروة جبل لكي يلقي نفسه [أي ينتحر] تبدى له جبريل، فقال: "يا محمد، إنك رسول الله حقاً. فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ... إلخ"! [لا يوجد شاهد]

وكما يقول ابن كثير: " هكذا وقع مطولاً في باب التعبير من "البخاري".

وكل هذا "بدون شاهد"

2.

وعلينا التوقف هنا قليلاً:

لا أحد يعرف من روى هذا الحدث "الشخصي" الذي حصل ما بين "صاحبنا" جبريل و"صاحبنا" محمد. فالشاهد الوحيد هو محمد – رغم أننا لا نعرف لمن رواه وكيف وصل إلى ابن كثير.

ثم تظهر شخوص غريبة عجيبة لكي تروي ما لم تشهده أو تدعي أن من قاله هو "رسول الله"!.

فقال فلان عن فلتان عن أبي خزعبلان أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال – وهو يحدث عن فترة الوحي: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه، فرجعت، فقلت: "زملوني، زملوني" [هذه المرة لا توجد خديجة] فأنزل الله [لا أحد يعرف كيف!] "أيها المدثر" فحمى الوحي وتتابع! [وهنا لا يوجد شاهد غير محمد أو من اعتقد بأنه يعرف القصة].

إن غياب الشهود كانت ولا تزال التقنية الوحيدة التي منحت ما يرويه محمد من "وقائع" نوعاً من "المصداقية" لا يملك المرء إلا تكذيبها ولكن من غير أدلة!

لكن كنهوت صناعة الخرافات عاجز عن إدراك الحقيقة التالية:

إن الأكاذيب لا تحتاج إلى أدلة إلى تكذيبها!


[لا أحد رأى، ولا أحد سمع]

3.

وهذه هي الخلفية التي يجب أن ننطلق منها في محاكمة كل ما يقوله محمد [نحن لا نحتاج إلى هذه المحاكمة. فأسطورة النبوة لم تعد موضوعاً للمحاكمات بالنسبة لنا - فهي لعبة مكشوفة. 

هدف هذه المحاكمات هم المسلمون الذين لم يودعوا عقولهم].

4.

إنه باختصار كلام اعتباطيٌّ مرتجلٌ تدعي التقاليد والسيرة الأدبية الإسلاميتين أنه لمحمد شخصياً.

وعندما نحاكم هذا الكلام الارتجالي استناداً إلى منطق العقل النقدي فإنه تتراءى لنا من بعيد طبيعة السذاجة البشرية التي كانت تسم أصحابه.

5.

ولكن ويجب أن يقال الحقُّ أنَّ ثمة الكثير من الناس لم تصدق ولا كلمة واحدة مما كان يقوله محمد ووصفوه بأكثر الأوصاف استهجاناً. ولم يكن يتعلق الأمر ببني سفيان واليهود فقط بل والكثير من أذكياء القبائل.

ولم يدخل مثقفو عصرهم هؤلاء إلَّا بحد السيف. والكل يعرف كيف حدث ذلك فالسيرة الرسمية الأدبية الإسلامية لم تبخل علينا بذلك.

6.

وقد استمر هذا الرفض والاستهجان لخرافة "نبوة" محمد قروناً عديدة وقد تم القضاء عليها كالعادة بأبشع أنواع الإرهاب على مستوى الحكم والشارع.

فالسيرة الأدبية الإسلامية بالذات قدمت لنا أمثلة مدهشة عن مثقفين مثيرين من أمثال ابن الراوندي [(827–911 ] الذين رفضوا جملة وتفصيلاً "النبوة" واثبتوا بالمنطق العقلاني بأن معرفة الحقيقة لا تحتاج إلى أنبياء.

7.

ولهذا فإن محمد الراوي للأساطير والخرافات والاختلاقات لم يتحول إلى "نبي" مقدس بغير سلطة الإرهاب وقد بدأت منذ أبي بكر وما يسمى بـ"حروب الردة" ولا تزال حتى الآن.


هكذا تكلم "الله"[1]: مقدمات [هل تعرف ماذا قال لي ربي؟]



1.

يعرف الجميع [تقريباً الجميع - خصوصاً المسلمين رغم أنهم قد اختلفوا حول طبيعة الكلام] بأنَّ "رب العالمين" يتكلم بلغة آدم والنبيين !

ويعرف الجميع أيضاً [تقريباً الجميع] بأنه بتاريخ 632 [كما قرر المسلمون في يوم صحراوي حارق] بأنَّ "رب العالمين" قد كف عن الكلام – أو كما يعبر محمد بلغة أدبية "بليغة" اعتدنا عليها: اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا [أي أن "الدين" ليس من عند "الله" وإنما هي صناعته – وهذا آخر آمل أنْ أصل إليه]!

هنا تعطلت لغة الكلام وبدأت لغة العسف.

2.

لكن موضوعي الراهن يتعلق بقضية مختلفة بعض الشيء:

إنَّ "رب العالمين" وحين كان "يكلَّم" البشر عن طريق ما "يُنزله" [كما تقول الخرافة] بواسطة كبير الملائكة جبرائيل كان بين الحين والآخر وبلغة وسائل التواصل الحديث " shares " يشارك نبيَّهُ آراءَهُ بعيداً عن أذان الآخرين – وخصوصاً الملائكة وجبريل. ورغم غرابة هذا الأمر، فإن "رب العالمين" يمتلك متسعاً من الوقت لكي يدردش مع آخر رسله إلى البشر - محمد ولكن "وجهاً لوجه" ومن غير تطفل جبرائيل.

إنها "دردشة" من القلب إلى القلب [الذي يصرُّ المسلمين على اعتباره عضو التفكير]

3.

ولكن كان هذا "الرسول" _ إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار بأنه تواصل كلامي ما بين اثنين – يسرَّب هذا الكلام من غير أنْ يضطره أحد إلى ذلك إطلاقاً.

بل اكتسب عادة غريبة عجيبة جداً:

إذ غالباً ما يبادر بسؤال أول من يصادفه على قارعة الطريق [إنْ كانت توجد طرق في الصحراء] من غير سبب أو مناسبة أو ربما بسبب الملل:

- "هل تعرف ماذا قال لي ربي"؟

ولأنَّ السذاجة قد حلت على الجميع، ولأنَّ الإيمان الأعمى قد سد منافذ الرؤية أمامهم فقد كان الجواب [ وهو أيضاً كالعادة]:

 "الله ورسوله أعلم"؟

فيبدأ صاحبنا بالكلام وهو غالباً ما يبدأ بـ "قال لي ربي".

وقد سموا هذه ما كان يدور ما بين محمد و"ربه" دون تدخل جبرائيل: "أحاديث قدسية"!

4.

لا أشك بأن القارئ الذي لم يودع عقله قد أخذ يعرف مجانية "المقدس" في الثقافة الإسلامية. ولابد أنَّه يعرف بأنَّ "المقدس" عند المسلمين هو "الكلام" الذي يجعل من خرافة "رب العالمين" غصباً عن أنف المنطق والعقل "حقيقة" راسخة في أذهان المؤمنين.

أي: أن "المقدس" هو الكلام المجاني الذي لا معنى له إنْ حذفنا من وعينا فكرة خرافة "رب العالمين".

بكلمات أخرى المقدس هو ما يؤمن به السذج.

إنه الإيمان الأعمى بما يقوله محمد. وبمرور الزمن تحول هذا الإيمان الأعمى إلى عماء إيماني.

5.

هذا من الناحية الشكلية المحض.

فكلام "رب العالمين" في "الأحاديث القدسية!" [وهذا موضوع لم يحض باهتمام كاف] يشكل في نظري واحداً من الأدلة العيانية على أن "رب العالمين" و"النبوة" و"الوحي" و"قال لي ربي" هي من أسوء أنواع الخرافات التي توصل إليها الكهنوت الإسلامي – بل من أحطها. وإنَّ القراءة المتأنية سوف تكشف لمن لم يودع عقله اعتباطية القيم "الربانية" [استناداً إلى ما ينقله محمد] وتهافتها وسطحيتها وخلوها حتى من الحد الأدنى من المصداقية. أما  الحكمة البشرية فلا وجود لها.

- ماذا قلتُ: الحكمة البشرية؟

- نعم: البشرية [السذج فقط يعتقدون بربانيتها].

6.

غير أن ما هو أكثر أهمية، بالنسبة لي، هي الصنعة المفضوحة وطابع التأليف والتوليف في كتابة – أو ارتجال! – هذه "الأحاديث القدسية!" [أما الأهداف فهي تعد ولا تحصى].

بل حتى مناسبات "التصريح" بها من قبل محمد [كما يدعون] تتسم بالافتعال وغياب التبريرات المنطقية. إذا ليس من المنطقي أن يسأل "النبي" أول من يلتقي به في الشارع سؤالاً من نوع "هل تعرف ماذا قال لي ربي"!

فالفكر والتصورات والمواضعات  والقواعد التي يسعى صنَّاع هذا النوع من الكلام إدخالها في أذهان المؤمنين السذج [وهم الغالبية العظمى] من المسلمين هي:

- طالما ادعى محمد بأنه تكلم مع "رب العالمين" فهذا يعني أنه موجود؛

- وعليهم تصديق هذا "الكلام" باعتباره كلاماً "مقدساً"؛

- ومن ثم الخضوع التام لمقتضيات هذا "الكلام"؛

7.

إذن هذه السلسلة عن خرافة "الأحاديث القدسية" من أجل الكشف عن سخفها وابتذالها وانحطاط أهدافها. ومن لا تعجبه هذه التصورات فليبحث عن موضوع آخر!


أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر