فإن مصير البشر لا يساوي فلساً واحداً بالنسبة لـ"رب العالمين"!
ومن لا يعجبه "كلام" رب العالمين هذا فما عليه إلا أن" يبلط البحر" أو يقول "آمين"!
2.
لمن يتأمل هذا النوع من التصريحات الفجة [طبعاً مَنْ فقد نعمة التأمل والتفكير خارج حساباتي] وبغض النظر عن طبيعة إيمانه أو لا إيمانه فإنه سوف يصطدم بالحقيقة التالية:
إنَّ خرافة "الله" التي اختلقها محمد هي نموذج للصانع المبتذل الذي لا يكترث بما صنعه حتى لو تحول إلى وقود في موقد النار.
3.
وهذا أمر مناف لأبسط قيم "الخَلْق!" سواء كان الخالق بشراً أم حيوانات.
فالإنسان يتفانى من أجل أطفاله ويقلق دائماً على مصيرهم ويدافع باستماتة عن داره الذي بناها بيديه؛ والطيور تدافع عن فراخها بتفان وشجاعة مضحية بحياتها من أجلهم. بل أنَّ الطيور تدافع باستماتة عن أعشاشها التي بنتها بجهد وتعب.
إلا هذا الـ"الله" فإنَّ مصير البشر - الذين يفترض أنهم من "خلقه"، لا يساوى شروى نقير:
فإن ذهبوا إلى "الجنة" وإنْ صاروا حطباً في "جهنم [أو كما يقول هو شخصياً بصورة "عذبة!" و"كريمة!" و"مهذبة!": وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ] " فإنَّ الأمر سواء!
4.
وهكذا وبعد أنْ يقوم "الخالق!" بتلطيخ يديه وملابسه بالطين اللازب ويصنع دميته الغبية "آدم" يعلن تمرده على "الخلق" وكراهيته لهم مقرراً بسماح وهيبة وعدالة:
هذا يذهب إلى "الجنة" وذاك إلى "جهنم" ويعتزل في صومعته سائراً على طريق القردة الثلاثة:
لا يسمع نداء أحد!
لا يرى عذابات أحد!
إنه يسقط في حالة سبات عميقة معتزلاً عن مسؤولياته "الجسام" إزاء "خلقه" – فطالما "خلقهم" فإنه في حلِّ من أمرهم "وإلى حيث ألقت رحل أم قشعم"!
توضيح لمن لم يتضح له الأمر:
"أم قشعم" هي الموت. والمثل أعلاه هو جزء من بيت شعر لزهير بن أبي سلمى ويستخدم عادة بالدعاء على ما يسوء المرء ليذهب من غير رجعة – أو كما يقول "صاحبنا": إلى جهنم وبئس المصير!
5.
والآن "لنضع النقاط على الحروف!":
بعد أن اتضح لدى العقلاء [الذين لا يؤمنون بخرافات الأنبياء والرسل والأئمة والملائكة والجن والعفاريت] ومنذ مئات السنين ومن بينهم من غير شك أبو العلاء المعري الذي ما عليَّ إلا أن أردد ما قال:
قلتم لنـا خالـــــقٌ حكيـــمٌ . . . قلنــا: صدقتــم كــذا نقـــولُ
زعمتمـــوه بــــلا مـــكانٍ . . . ولا زمــــــانٍ ألا فقـــولــــوا
هــذا كــلامٌ له خَـــــ،،ـبِيٌّ . . . معنـاهُ ليست لنا عُقـــــولُ
ولأننا أصحاب عقول فإنَّ لا وجود للأرباب غير أن تكون خرافة فجة خرَّبت حياة البشر. ولهذا فإنْ يكون له "كلام" فإنَّ علينا أن نقبل أيضاً أنَّ للأحجار كلاماً وحكمة.
فإنْ لم يكن الكلام من نوع "لا أبالي" لرب ما – وهذا أمر ثابت إذ لا وجود له – فلمن هو يا ترى؟
إنَّه كلام قثم.
1.
في موضوع [محمد [7]: الشاهد الوحيد] واستناداً إلى مرويات المسلمين فقط توصلنا إلى أن تاريخ أحداث "نبوة" محمد هو تاريخ ادعاءات محمد وأصحابه من غير أي دليل أو شاهد:
فأول ما بدء به محمد من "الوحي"، كما تقول عائشة التي لم تكن قد ولدت آنذاك [أي أنها ليست شاهداً]، "الرؤيا الصادقة في النوم" [لا يوجد شاهد]؛ ثم "فَجِئَه" الحقُّ وهو في غار حراء [لا يوجد شاهد] فقال له: "اقرأ" – إلى آخر الأسطورة فطار صوابه ولم يحط وكاد يفقد عقله فَرَجَعَ محمد وفؤاده يرتجف، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: زملوني ..."؛ ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل فقال ورقة: "هذا الناموس كان قد نزل على موسى" ... إلخ - ثم توفيت خديجة، وتوفي ورقة [ولم يعد ثمة شاهد غير محمد!].
وهنا يقول الراوي "!":
"حتى حزن محمد "فيما بلغنا" [لا أحد يعرف كيف تم البلاغ] حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال [أيضاً لا يوجد شاهد]!
فكلما أوفي بذروة جبل لكي يلقي نفسه [أي ينتحر] تبدى له جبريل، فقال: "يا محمد، إنك رسول الله حقاً. فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ... إلخ"! [لا يوجد شاهد]
وكما يقول ابن كثير: " هكذا وقع مطولاً في باب التعبير من "البخاري".
وكل هذا "بدون شاهد"
2.
وعلينا التوقف هنا قليلاً:
لا أحد يعرف من روى هذا الحدث "الشخصي" الذي حصل ما بين "صاحبنا" جبريل و"صاحبنا" محمد. فالشاهد الوحيد هو محمد – رغم أننا لا نعرف لمن رواه وكيف وصل إلى ابن كثير.
ثم تظهر شخوص غريبة عجيبة لكي تروي ما لم تشهده أو تدعي أن من قاله هو "رسول الله"!.
فقال فلان عن فلتان عن أبي خزعبلان أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال – وهو يحدث عن فترة الوحي: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه، فرجعت، فقلت: "زملوني، زملوني" [هذه المرة لا توجد خديجة] فأنزل الله [لا أحد يعرف كيف!] "أيها المدثر" فحمى الوحي وتتابع! [وهنا لا يوجد شاهد غير محمد أو من اعتقد بأنه يعرف القصة].
إن غياب الشهود كانت ولا تزال التقنية الوحيدة التي منحت ما يرويه محمد من "وقائع" نوعاً من "المصداقية" لا يملك المرء إلا تكذيبها ولكن من غير أدلة!
لكن كنهوت صناعة الخرافات عاجز عن إدراك الحقيقة التالية:
إن الأكاذيب لا تحتاج إلى أدلة إلى تكذيبها!
3.
وهذه هي الخلفية التي يجب أن ننطلق منها في محاكمة كل ما يقوله محمد [نحن لا نحتاج إلى هذه المحاكمة. فأسطورة النبوة لم تعد موضوعاً للمحاكمات بالنسبة لنا - فهي لعبة مكشوفة.
هدف هذه المحاكمات هم المسلمون الذين لم يودعوا عقولهم].
4.
إنه باختصار كلام اعتباطيٌّ مرتجلٌ تدعي التقاليد والسيرة الأدبية الإسلاميتين أنه لمحمد شخصياً.
وعندما نحاكم هذا الكلام الارتجالي استناداً إلى منطق العقل النقدي فإنه تتراءى لنا من بعيد طبيعة السذاجة البشرية التي كانت تسم أصحابه.
5.
ولكن ويجب أن يقال الحقُّ أنَّ ثمة الكثير من الناس لم تصدق ولا كلمة واحدة مما كان يقوله محمد ووصفوه بأكثر الأوصاف استهجاناً. ولم يكن يتعلق الأمر ببني سفيان واليهود فقط بل والكثير من أذكياء القبائل.
ولم يدخل مثقفو عصرهم هؤلاء إلَّا بحد السيف. والكل يعرف كيف حدث ذلك فالسيرة الرسمية الأدبية الإسلامية لم تبخل علينا بذلك.
6.
وقد استمر هذا الرفض والاستهجان لخرافة "نبوة" محمد قروناً عديدة وقد تم القضاء عليها كالعادة بأبشع أنواع الإرهاب على مستوى الحكم والشارع.
فالسيرة الأدبية الإسلامية بالذات قدمت لنا أمثلة مدهشة عن مثقفين مثيرين من أمثال ابن الراوندي [(827–911 ] الذين رفضوا جملة وتفصيلاً "النبوة" واثبتوا بالمنطق العقلاني بأن معرفة الحقيقة لا تحتاج إلى أنبياء.
7.
ولهذا فإن محمد الراوي للأساطير والخرافات والاختلاقات لم يتحول إلى "نبي" مقدس بغير سلطة الإرهاب وقد بدأت منذ أبي بكر وما يسمى بـ"حروب الردة" ولا تزال حتى الآن.
1.
يعرف الجميع [تقريباً الجميع - خصوصاً المسلمين رغم أنهم قد اختلفوا حول طبيعة الكلام] بأنَّ "رب العالمين" يتكلم بلغة آدم والنبيين !
ويعرف الجميع أيضاً [تقريباً الجميع] بأنه بتاريخ 632 [كما قرر المسلمون في يوم صحراوي حارق] بأنَّ "رب العالمين" قد كف عن الكلام – أو كما يعبر محمد بلغة أدبية "بليغة" اعتدنا عليها: اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا [أي أن "الدين" ليس من عند "الله" وإنما هي صناعته – وهذا آخر آمل أنْ أصل إليه]!
هنا تعطلت لغة الكلام وبدأت لغة العسف.
2.
لكن موضوعي الراهن يتعلق بقضية مختلفة بعض الشيء:
إنَّ "رب العالمين" وحين كان "يكلَّم" البشر عن طريق ما "يُنزله" [كما تقول الخرافة] بواسطة كبير الملائكة جبرائيل كان بين الحين والآخر وبلغة وسائل التواصل الحديث " shares " يشارك نبيَّهُ آراءَهُ بعيداً عن أذان الآخرين – وخصوصاً الملائكة وجبريل. ورغم غرابة هذا الأمر، فإن "رب العالمين" يمتلك متسعاً من الوقت لكي يدردش مع آخر رسله إلى البشر - محمد ولكن "وجهاً لوجه" ومن غير تطفل جبرائيل.
إنها "دردشة" من القلب إلى القلب [الذي يصرُّ المسلمين على اعتباره عضو التفكير]
3.
ولكن كان هذا "الرسول" _ إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار بأنه تواصل كلامي ما بين اثنين – يسرَّب هذا الكلام من غير أنْ يضطره أحد إلى ذلك إطلاقاً.
بل اكتسب عادة غريبة عجيبة جداً:
إذ غالباً ما يبادر بسؤال أول من يصادفه على قارعة الطريق [إنْ كانت توجد طرق في الصحراء] من غير سبب أو مناسبة أو ربما بسبب الملل:
- "هل تعرف ماذا قال لي ربي"؟
ولأنَّ السذاجة قد حلت على الجميع، ولأنَّ الإيمان الأعمى قد سد منافذ الرؤية أمامهم فقد كان الجواب [ وهو أيضاً كالعادة]:
"الله ورسوله أعلم"؟
فيبدأ صاحبنا بالكلام وهو غالباً ما يبدأ بـ "قال لي ربي".
وقد سموا هذه ما كان يدور ما بين محمد و"ربه" دون تدخل جبرائيل: "أحاديث قدسية"!
4.
لا أشك بأن القارئ الذي لم يودع عقله قد أخذ يعرف مجانية "المقدس" في الثقافة الإسلامية. ولابد أنَّه يعرف بأنَّ "المقدس" عند المسلمين هو "الكلام" الذي يجعل من خرافة "رب العالمين" غصباً عن أنف المنطق والعقل "حقيقة" راسخة في أذهان المؤمنين.
أي: أن "المقدس" هو الكلام المجاني الذي لا معنى له إنْ حذفنا من وعينا فكرة خرافة "رب العالمين".
بكلمات أخرى المقدس هو ما يؤمن به السذج.
إنه الإيمان الأعمى بما يقوله محمد. وبمرور الزمن تحول هذا الإيمان الأعمى إلى عماء إيماني.
5.
هذا من الناحية الشكلية المحض.
فكلام "رب العالمين" في "الأحاديث القدسية!" [وهذا موضوع لم يحض باهتمام كاف] يشكل في نظري واحداً من الأدلة العيانية على أن "رب العالمين" و"النبوة" و"الوحي" و"قال لي ربي" هي من أسوء أنواع الخرافات التي توصل إليها الكهنوت الإسلامي – بل من أحطها. وإنَّ القراءة المتأنية سوف تكشف لمن لم يودع عقله اعتباطية القيم "الربانية" [استناداً إلى ما ينقله محمد] وتهافتها وسطحيتها وخلوها حتى من الحد الأدنى من المصداقية. أما الحكمة البشرية فلا وجود لها.
- ماذا قلتُ: الحكمة البشرية؟
- نعم: البشرية [السذج فقط يعتقدون بربانيتها].
6.
غير أن ما هو أكثر أهمية، بالنسبة لي، هي الصنعة المفضوحة وطابع التأليف والتوليف في كتابة – أو ارتجال! – هذه "الأحاديث القدسية!" [أما الأهداف فهي تعد ولا تحصى].
بل حتى مناسبات "التصريح" بها من قبل محمد [كما يدعون] تتسم بالافتعال وغياب التبريرات المنطقية. إذا ليس من المنطقي أن يسأل "النبي" أول من يلتقي به في الشارع سؤالاً من نوع "هل تعرف ماذا قال لي ربي"!
فالفكر والتصورات والمواضعات والقواعد التي يسعى صنَّاع هذا النوع من الكلام إدخالها في أذهان المؤمنين السذج [وهم الغالبية العظمى] من المسلمين هي:
- طالما ادعى محمد بأنه تكلم مع "رب العالمين" فهذا يعني أنه موجود؛
- وعليهم تصديق هذا "الكلام" باعتباره كلاماً "مقدساً"؛
- ومن ثم الخضوع التام لمقتضيات هذا "الكلام"؛
7.
إذن هذه السلسلة عن خرافة "الأحاديث القدسية" من أجل الكشف عن سخفها وابتذالها وانحطاط أهدافها. ومن لا تعجبه هذه التصورات فليبحث عن موضوع آخر!