منع

المبادئ العشرة الكافرة: مقدمة 1-11]


1.
عليَّ أن اعترف [واشدد على فعل "اعترف"] بأنني لم أقرأ في حياتي ملخصاً "مدهشاً" – ويكاد يكون مثالياً لمبادئ وأهداف المسلمين  [جميع المسلمين: سواء كانوا من كتبة الجُمل المسروقة أم أصحاب "المؤلفات" المكررة] العلنيين والمستترين على حد سواء مثلما يستطيع أنْ يطلع عليها القارئ في موضوع "كفر الديموقراطية وكفرمعتنقيها"!
2.
بل أنَّ هذا "الموضوع" يُلَّخص بصورة مدهشة [أيضاً] المبادئ التي يحارب الديموقراطيون واللادينيون الحقيقيون من أجلها الفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية بصورة واضحة لا شكَّ فيها ولا لبس [ومن غير مَطْمَطَة ولا لف ولا دوران].
وإذْ جمعها "مؤلف" الموضوع المشار إليه في مكان واحد فإنه قد قدَّم للجميع [ونحن من ضمن الجميع] خدمة مزدوجة:
تسهيل نقد ثقافة التكفير في "مكان واحد" من جهة؛ والاعتراف المكشوف بكل أهداف المسلمين العلنيين والمستترين ومن غير لف ودوران من جهة ثانية.
3.
ويمكن المضي قدماً في "مديح" الموضوع المنشور المشار إليه أعلاه:
فثمة ظاهرة قد انتشرت في السنوات الأخيرة [ وهي في الجوهر استراتيجية جديدة لمراكز البروبغاندا الإسلامية] وهي الانطلاق في "نقد" مبادئ الديموقراطية بألبسة وأزياء وأقنعة معاصرة بحجة "النقد" "الموضوعي!"، أو "العلمي!"، أو "المحايد!"، أو "البناء!" .. وإلى آخره .. وهلم جرا .. وهكذا دواليك من "المصطلحات" و"المفاهيم" المُفَرَّغة من المعنى!
بل هناك من يمتلك وقاحة أكبر وصلافة بدوية لا حدود لها [يُحسدُ أم لا يُحسدُ عليها؟!] من يقوم بتشويه مبادئ الديموقراطية مدعياً بأنه "يدافع عن الديموقراطية الحقيقية"!
إما أولئك الذين يحاربون مبادئ الديموقراطية من خلال ترديد شعارات أكل عليها الدهر وشرب تتعلق بمحاربة "الإمبريالية" و"الاستعمار" و"الصهيونية" فَهُم في حقيقة الأمر بضاعة قديمة فاسدة.
4.
وجميع هؤلاء "النقاد" "الموضوعيين" و"العلميين" هُم من حيث الوجه والبطانة مسلمون أقحاح يتسترون بصورة بائسة على إسلاميتهم وتواطؤهم مع مراكز السلطة الإسلامية بصورة واعية أو أنهم تعبير عن حالة نفسية مرضية بسبب وطأة "متلازمة ستوكهولم" التي يعاني منها الخاضعون لسلطة القمع والاستبداد.
5.
وثمة جانب آخر هام وفي غاية الأهمية في هذا "الموضوع" وهو أنَّ الصياغة اللغوية والأسلوب في وصف المفاهيم الديموقراطية المختلفة ونقدها تجد لها أصداء واضحة في كتابات الكهنوت السني والشيعي على حد سواء.
وأستطيع الجزم بأنَّ هذا "الموضوع" يمكن أن يحظى بتأييد وقبول مراكز السلطة السنية والشيعية من غير أية ملاحظات أو تعقيبات وتعديلات.
إنه "موضوع" يعبر بصدق ووضوح عن جوهر المنطلقات العقائدية الدينية الإسلامية لجميع الطوائف الإسلامية في الماضي والحاضر – أكرر: جميع الطوائف الإسلامية. ولا يتعلق الأمر مطلقاً بما يسمى المذاهب المتطرفة فقط بل هو نزوع داخلي بنيوي لا ينفصم عن العقيدة الإسلامية كما هي من غير رتوش أو مساحيق وجه.
فـ"المبادئ العشرة الكافرة" هي التعبير المكثف عن الخروج من "مملكة الطغاة /الدين" والدخول إلى مملكة الحريات المدنية وعالم المواطن المستقل.
6.
من المثير للاهتمام هنا الإشارة إلى أنَّ الكثير من الدراسات الأكاديمية والملاحظات الاستقرائية لما تنشره منظومات "الترولات" التقليدية والذباب الإلكتروني في وسائل الاتصال الاجتماعي في بعض الدول الأوربية[وخصوصاً مخلفات الأحزاب الشيوعية في دول أوربا الشرقيةً] ضد العلمانية والديموقراطية والحديث الممجوج عن "الجندرية" [وخصوصاً منذ جائحة كوفيد – 19 ومن ثم الغزو الروسي الهمجي على أوكرانيا] قد أظهرت بأن القاسم المشترك بين منطلقات أصحاب هذه الكتابات ذات طابع ديني من جهة وتأييدهم للغزو الروسي ولبوتين بشكل خاص من جهة ثانية.وإنَّ هذه الملاحظات الاستقرائية [وهذه هي اللامفاجأة!] تنطبق 100% على طبيعة "عمل" الترولات والذباب الإلكتروني الناطق العربية[رغم أن أغلبهم لا يجيدون اللغة العربية]!
فكما يبدو [اليوم يبدو بعضه أو كلُّه] أنَّ المخربشين المسلمين ينقلون منتجات الترولات الروسية والموالية لبوتين في حربها على أوربا – وبشكل خاص دول الاتحاد الأوربي.
ملاحظة: الذباب الإلكتروني له وجود حتى في المنتدى.
7.
ولمعلومات من يهتم بالموضوع فإنَّ مراكز الكهنوت السني والشيعي يكادان يعملان يداً بيد [أو على قاب قوسين من ذلك أو أدنى] في حربهم المقدسة ولكن المستترة في بعض الأحيان والمعلنة في الكثير من الأحيان ضد مفاهيم من قبيل "سيادة الشعب" و"حرية الاعتقاد والتدين" و"المرجعية للشعب عند الاختلاف والتنازع" و"حرية الرأي والتعبير" و"فصل الدين عن الدولة" و"الحريات الشخصية" و"تشكيل الأحزاب" و"مبدأ الأغلبية لتقرير القوانين" و"المالك الحقيقي للمال هو الشعب" و"مبدأ المساواة". وهذا ما يمكن قراءته أو سماعه أو مشاهداته في وسائل الاتصال الاجتماعي السني والشيعي [وخصوصاً اليوتيوب] .
بل تجد في الكثير من الأحيان أن الشيعي "الحقيقي" أكثر تطرفاً في معاداته للعلمانية ومبدأ الانتخابات مثلاً. فالخرافات الساذجة للشيعة تقول أنَّ مصدر خلافة "أو إمامة!" الأئمة " "المعصومين!" ليست ذات طابع أرضي بل هي حكماً وقدراً سماوياً ولهذا فهي لا تخضع لا "للشورى" ولا "التصويت" – وهذا ما سوف نتطرق إليه بشيء من التفصيل في الحلقات القادمة.
8.
في هذه السلسلة سوف أحاول بقدر ما يتسع الوقت والمجال أنْ أقوم بتشريح مظاهر التكفير الإسلامي لمبادئ الديموقراطية والكشف عن الأسباب والأهداف المعلنة أو المستترة لهذا "التكفير".
كما أنني [وبكل رحابة صدر] سوف أقدم الأدلة القاطعة "الدامغة] على صحة وجهة نظر المسلمين – والصحيحة 100% وهي أنَّ مبادئ الديموقراطية لا تستقيم مع سلطة الإسلام الشمولية في/ وعلى المجتمع.
فالتناقض ما بين الديموقراطية والاستبداد الديني لا يمكن تذليله إلَّا بانسحاب الدين من الشأن العام إلى مجاله الطبيعي في إطار الشأن الخاص وهذا الكلام تفصيلات ذو شحون ..
9.
المبادئ العشرة الكافرة
[السيادة للشعب] [حرية الاعتقاد والتدين] [المرجعية للشعب عند الاختلاف والتنازع] [حرية الرأي والتعبير ] [فصل الدين عن الدولة] [الحرية الشخصية للأفراد] [حرية تشكيل الأحزاب] [مبدأ الأغلبية لإقرار القوانين] [المالك الحقيقي للمال هو الشعب] [مبدأ المساواة]
الحلقة القادمة: "المبادئ العشرة الكافرة للديمقراطية [2]: سيادة الشعب "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر