منع

خرافة "إن شاء الله" الإسلامية!

[!من لوحات الانترنت الإسلامية التي تقول بأنهم لا يعرفون حتى كتابة الجملة]
1.
ــ هل سنلتقي غداً؟ هل ستسافر؟ هل ستقوم بشراء البيت؟ هل ستعود من السفر؟ هل ستنجح؟
- إن شاء الله؟
2.
هذا الحوار يتكرر عشرات المرات يومياً في حياة كل مسلم ومسلمة بهذه الصيغة أو تلك لهذا الغرض أو ذاك!
ــ إنْ شاء الله!
غير أنهم وفي جميع هذه الحالات يقومون بتنفيذ متطلبات الحياة اليومية من غير انتظار رد "الله" وكما قررا مسبقاً وخططوا!
إنَّ جملة: "إنْ شاء الله"، هي طرف من جملة شرطية: إنْ شاء الله سأقوم بتنفيذ هذا أو ذاك الشيء.
طيب كيف عرفوا، إذن، فيما إذا كان الله قد شاءَ أو لم يشأ؟
أليس من الممكن أنه لم يشأ؟
ألا ينبغي الانتظار قليلاً ريثما يكونوا على يقين من "مشيئة الله" هذه؟
وإذا كانت "مشيئة الله!" إيجابية فكيف عرفوا بها؟
- من أخبرهم بطبيعة هذه المشيئة؟
وفي حالة أن "الله" لم يشأ (وهو غالباً ما له خططه الخاصة!) فما الذي يمكن حدوثه لمشاريع البشر اليومية؟
3.
لنفترض هذه الحادثة التجريبية التي تمتلك كل مقومات الواقع ومسوغات المنطق الإسلامي "الإنشاء اللَّهي!" التسليمي:
ثمة عاملان من عمال تنظيف نوافذ البنايات العالية. 
العامل الأول (الذي يقوم بالتنظيف) يجلس على مقعد يرتبط بحبال تحركها عتلات في أعلى البناية، أما العامل الثاني فهو على الأرض حيث يمسك بالحبل الذي يضمن الأمان للعامل الأول وهو عن طريق سحب الحبل أو أرخائه يقوم بإدارة مقعد الأول ورفعه الى الأعلى أو سحبه إلى الأسفل. 
ولهذا فإن عليه أن يمسك الحبل جيداً!
وعندما بدأ العمل قال العامل الأول للثاني:
ــ امسك الحبل جيداً حتى لا أقع!
ـــ إنشاء الله سوف يكون كل شيء على ما يرام!!!
أداب العامل الثاني. ولكن أثناء العمل أحسَّ بدوار، ثم تهاوى على الأرض مغشياً عليه. فانفك الحبل من يديه مما سبب سقوط العامل الأول من أحد الطوابق العليا وقضى مصرعه!
4.
من هنا يبدأ اللامعقول الرباني "الإنشاءاللَّهي":
فاذا كان "الله" ونتيجة لخلاف ما مع العامل الثاني لم "يشأ" أن يتمسك العامل جيداً بالحبل مسبباَ إغمائه (فهو على كل شيء قدير!) نتيجة لإرادته العليا، فما ذنب العامل الأول بكل هذه القصة حيث قضى مصرعه بسبب الخلاف اللاهوتي ما بين "الله" والعامل الثاني؟!
5.
إن هذا فعل أهوج وخال من الحكمة!
لماذا على العامل الأول أن يتحمل تبعات "عدم مشيئة الله" في أنْ يمسك العامل الثاني بالحبل؟
ألا يفكر الله بنتائج "مشيئته" على الآخرين؟
ألا يميز ما بين عدم مشيئته أن يمسك العامل الثاني بالحبل جيداً و"مشيئته" بسقوط العامل الأول من ارتفاع عال ويفقد حياته؟
6.
لا إجابة على هذا النوع من الأسئلة إلَّا أن يكون "الله" خرافة صحرواية مبتذلة، يعجز العقل المفكر أن يستوعبها وأن يجد لها أي وجود!
ولكن المسلمين وعلى غرار رؤوسائهم يغطون بنوم عميق يحرسهم الرحمن!


تنبيه هام جداً:
لأنني من النادر أنْ اتحدث عن تصورات "الله" من غير الحديث عنه باعتباره صوت محمد فإنَّ الحديث عن تصوراته لا يخرج عن إطار المحاججة.
وإذا ما قال أحد بأنَّ هذا ما يقوم به الملحدون عادة، فإنَّ إجابتي هي أنني أكره وأبتعد عن الحديث عن "الله" كذات منفصلة عن محمد.
ولهذا فإنا حين أتحدث عن عبثية تصورات "الله" حول "مشيئته" فأنا أتحدث عن تصورات محمد عن خرافة "الله" و"مشيئته" العبثية.
فـ"الله" خرافة ولا يجب أن تكون طرفاً في أية محاججة رغم الصعوبات الشكلية في بعض الأحيان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر