منع

المسلمون لا تعنيهم قضايا الحرية!

[الخضوع والطاعة والعبودية: هذه هي أحلام المهوسيين]
تميز الأسبوع المنصرم باهتمام أعضاء الشبكة بانتفاضة الشباب المصري ضد الطغمة العسكرية المباركة من قبل الأزهر. ولم يكن اهتمامنا قطرياً أو حزبياً، بل كان ولا يزال تعبيراً عن مواقفنا الإنسانية في أن نقف إلى صف القضايا العادلة للشعوب بالمطالبة بحقوقها المدنية الأساسية والحق المقدس: الحرية.
ولهذا فقد ساهم الكثير من الزملاء الملحدين – والملحدين فقط في التعبير عن مواقف التضامن مع انتفاضات المصريين.
ولا أشك في أن هذه المواقف والردود قد لاحظها الجميع.
2.
لكنني لا أشك أيضاً بأنَّ قراء الشبكة قد لاحظوا كيف لفَّ الصمت مسلمو الشبكة!
فهل هذا الصمت محض صدفة؟
3.
لقد كتبت مرات كثيرة وما علي إلا أن أعيده الآن:
إن الشعور العبودي للمسلمين العصابيين والمهوسين بالعقيدة وثقافة الطاعة والخضوع التي هي جزء من العقيدة الإسلامية جعلت "قضية الحرية" بالنسبة لهم من القضايا "القابلة للنقاش"!
فمفهوم "الحرية" بالنسبة للمسلم الذي يحمل ثقافة العبد قد "ضُيَّقَ" إلى الحدود الدينية – الطائفية ولم تعد قضية الحرية تهمهم بشكل من الأشكال. فقد جندوا جميع وسائلهم الدفاعية من قضايا تتعلق بأمور فقهية لاهوتية وخرجوا من عالم التضامن مع قضايا الآخرين – وبغض النظر عن "من هم هؤلاء الآخرين".
4.
لقد ربط كتاب المسلمين العبودية لله بالعبودية للسلطان. وأصبح الخضوع لـ"أولي الأمر" استمرار لخضوعهم لفكرة "الله" وفكرة "رسوله". وهكذا تحولت "العبودية" وليس "الحرية" هي قضية المسلم:
اقتباس:
لقد أمر الله عز وجل بطاعة أولي الأمر، وعد ذلك من طاعته كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ [ النساء: 59]، واختلف في المراد بـ " أُوْلِي الأَمْرِ" هنا: فقيل: إنهم الأمراء، وقيل إنهم العلماء والفقهاء (1) . والظاهر أن الآية عامة في كل أولي الأمر من الأمراء والعلماء (2) .
يقول ابن قيم الجوزية مرجحا أن المراد بأولي الأمر: العلماء والأمراء: والقولان ثابتان عن الصحابة في تفسير الآية، والصحيح أنها متناولة للصنفين جميعا، فإن العلماء والأمراء ولاة الأمر الذي بعث الله به رسوله، فإن العلماء، ولاته حفظا وبيانا وذبا عنه، وردا على من ألحد فيه وزاغ عنه.
والأمراء ولاته قياما وعناية وجهادا وإلزاما للناس به، وأخذهم على يد من خرج عنه. وهذان الصنفان هما الناس، وسائر النوع الإنساني تبع لهما ورعية"
https://www.dorar.net/firq/51/المبحث...علماء-والأمراء
وبالتالي فإن قضايا التحرر السياسي والاقتصادي من الطغم الإسلامية خارج اهتمام اللاهوت الإسلامي وليس من الصدفة أن يقوم بالتحريض ضدها.
5.
فما يحدث الآن في مصر والعراق هو النضال من أجل الحقوق المدنية والتحرر السياسي والاقتصادي من طغم عسكرية وطائفية ولا علاقة لها بــ"بقضية محمد" والإسلام. بل أنَّ تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد المالي والسياسي قد صنع شروطاً طبيعية لكي يتحول هذا النصال إلى موقف معاد ورافض للدين. لأن الحقيقة قد اتضحت بصدد العلاقة البنيوية ما بين العبودية السياسية والاقتصادية من جهة والعبودية الدينية من جهة أخرى. ولهذا فإن الطريق الحقيقي للتحرر من العبودية السياسية والاقتصادية لا ينفصل عن التحرر من عبودية "الله".
وهذا من شأنه ما يجعل قضية التحرر السياسي والاقتصادي لمواطني الدول العربية – الإسلامية قضايا معادية للاهوت الإسلامي بصورة عامة وممثلي الثقافة الطائفية الذين لا هم لهم غير مصالحهم الضيقة: سنة كانوا أم شيعة.
ولكن قد يعترض المسلمون على أن "الخضوع" للحكام لا يشمل "الحكام الظالمين"
وهذه "اللعبة" الفقهية نعرفها إلى حد الفزع!
فمن هو الظالم، يا ترى، في حكم الفقهاء؟
هنا يبدؤون بـ"شقلبات" السيرك الفقهي وسيتضح للقارئ بأنه ليس من المستبعد أن ينطبق مفهوم "الظالم" على الجميع باستثناء الحكام الحاليين.

أنظر جميع حلقات: الإسلام دين عبودية

عندما يتحول السُّخْفُ إلى آيات بينات!


مقدمة1:
لا أقسم بالشفق* لا أقسم بالبطيخ* لا أقسم بالمرق* لا أقسم بالمريخ" لا أقسم بالهواء* لا أقسم بالريح* لا أقسم بالطالعات* لا أقسم بالزرنيخ، لا أقسم بالنازلات* لا أقسم بالشيح* لا أقسم. . . . لقد انتهى السجع!
مقدمة2:
قبل فترة نشر الزميل يهوذا الإسخريوطي موضوعاً باسم" آيات قرآنية أسخف من آيات مسيلمة"، وقد شاركت في المناقشات في وقتها. الآن خطرت لي فكرة مناقشة وجه آخر للموضوع.
فالفاحص للقرآن وعندما يكون في مزاج رائق سيكتشف عشرات الأفكار العبثية والسطحية ومنها هذا الأسلوب في القول:
1.
لنقرأ هذه الآيات "المعجزات" ولنتأملها:
سورة القيامة:
"لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ [1] وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ [2]"!
لماذا "النفس اللوامة" – من أجل السجع؟!
سورة التكوير:
" فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ [15]"!
سورة الانشقاق:
"فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ [16]"!
سورة البلد:
"لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ [1]"!
سورة الواقعة:
"فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ 75"
سورة الحاقة:
"فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ [38]!
سورة المعارج:
"فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ [40]"!
2.
حسناً، كما يبدو ثمة مشكلة إمَّا لغوية وإمَّا نفسية!
فـ"هُوَ" يرفض القَسَم بـ"أشياء" عديدة. إلا أن رفض القسم بشيء ما يعني أنه يسعى إلى القَسَم بشيء آخر:
بِمَنْ أو بِأي شيء ستقسم يا أخي؟
وهل ستقسم أم لا؟
قررْ يا أخي، لا تكن متردداً!
وإذا كنت لا تريد أن تقسم "فلا تقسم" وانتهت المشكلة!
ولكن مع ذلك لا أستطيع أن أمنع نفسي عن سؤالك:
ألَمْ تقسم بالتين والزيتون وطور سنين (تقصدُ: جبل سيناء ولكن لأغراض الفاصلة/القافية قررتَ أن اسمه "سنين"!).
3.
إنَّ المنطق الطبيعي للناس الذين عاشوا "آنذاك" والذين يعيشون الآن يقول لنا بأنهم حين يريد المرء (أو الله والأمر سواء)فإنه يقسم بشيء ما، فهو يمكن أن يقول مثلاً :
أقسم بـ"اللات" و"عزى" والثالثة "مناة"! وعندما لا يريد أن يقسم فهو لا يقسم وانتهى الأمر!
فما هذا الهراء: أنا لا أقسم بــ ...!
هل فرض عليك أحدٌ أن تقسم؟
هذا أمر مضحك.
أنا آسف – لا تزعلْ، ولكن هذا أمر مضحك حقاً (على الأقل في عصرنا الحالي).
4.
ثم ماذا تقصد بــ"رب" المشارق والمغارب؟!
هل يوجد مثل هذا النوع من الأرباب في رأيك؟
وهل يوجد رب "الشمالات" و"الجنوبات"؟!
5.
بـ"ربك" قل لي، لماذا لا تقسم بالشفق – على سبيل المثال لا الحصر؟!
ولماذا لا تقسم بهذا البلد؟
ألَمْ تقسم بـ"هذا البلد الأمين"؟!
ولماذا لا تُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ؟
ألم تقسم "بالشمس وضحاها"؟!
إن هذه التناقضات الغريبة والتي لا معنى لها ولا هدف تزعج الناس وتبعث في نفوسهم الوسواس الخناس!
يجب أن تقرر ماذا تريد قبل أن "تكتب" أو تلقي آياتك "البينات"!
فهي كما أرى وترى أنت – ويرى الجميع أقرب إلى الألغاز وأبعد عن هذه "البينات".




القصة الكاملة للرحمة الإلهية المحمدية [2]: غياب التقوى وانفلات الرغائب الجنسية

Charles Wilda (Austrian, 1854-1907) The slave girl
في الجزء الأول انتهينا إلى منطق الفكر الغيبي لما يسموه حُجَّة الإسلام الغزالي - وهو العقل الذي سيتلقف فكر محمد ويمضي به قدماً بارتكاب الجرائم الإنسانية بحق النساء.
فحينما يكون المرء مغلقاً أمام الحقائق ويدفعه تفكيره الغيبي إلى رؤية العالم بشكل مقلوب، فما عساه يفعل أمام الألم البشري وغياب الحب ووطأة الوحدة وبشاعة اللاعدالة واللارحمة الإلهية؟
إنها بلا شك من فعل فاعل هو الله، ولأنها من فعل الله، فإنها حق وأمر مقبول، هي "من تقدير الله سبحانه!" ولا سبب أرضياً يحكم وجودها. ولأنها "تقديرٌ" فلا اعتراض لنا عليها، ولا تذمر منا لوجودها!
وهذا "موديل" نستطيع التعرف عليه ورؤيته في آلاف الفقهاء وأنصاف الفقهاء اليوم، وفي آلاف المثقفين وأنصاف المثقفين، والمتعلمين وأنصاف المتعلمين، الذين فقدوا القدرة على الشعور بالحاجة إلى الحرية.
ولكي نواصل القصة التي بدأها محمد باغتصابه زينبَ والتنصل عن أبوته لزيد وتحريمه للتبني سنمر من جديد على حجة الإسلام وكتابه " إحياء علوم الدين".
1.
ها هو " الحُجَّة " يستل من جعبة محمد أصول اللاعدالة واللارحمة الإلهية:
في باب "الترغيب في النكاح" يكتفي الحجة بآية 32 من سورة النور" وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ " قافزاً على أهم نصوص قرآن نبيه وأكثرها "بياناً" عن هوسه ولهذا وقبل الاستمرار مع " الحُجَّة " لنعود قليلاً إلى كتاب محمد:
• "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50) [الأحزاب].
فربه يأذن لمحمد:
- أزواجه (من غير تحديد العدد) اللاتي دفع لهن أجورهن (من أين يدفع أجورهن يا ترى)!
- وما ملكت يمينه مما أفاء ربه عليه. وهذا أمر في غاية الغرابة. إذ يمنحه "ربه" carte blanche، حرية مطلقة وموافقة مفتوحة في أن ينكح جميع النساء اللواتي هنَّ جزء من الفيء. والفيء هو كل ما يُحصل عليه من الغنائم في حالة استسلام العدو بدون حرب!
لننتبه مرة أخرى: "وما ملكت يمنيك"!
- ولمحمد الحق في بَنَات عَمَّه وَبَنَات عَمَّاته وَبَنَات خَالِه وَبَنَاتِ خَالَاته اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَه!
(ما هذا الهوس "النكاحي"؟ إي "إله" هذا الذي لا همَّ له غير أن "يحلل" النكاح؟ وأي نبي هذا الذي لا همَّ له غير أنْ يهتم بما سمح له من عدد مرات النكاح؟).
- وَامْرَأَة مُؤْمِنَة (وهذا يعني كلَّ امرأة: أيِّ عدد من النساء!) إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا له وإِنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَه مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ! هو وحدهُ لا غيره بعلُ، هو وحده، فهو الفرع والأصلُ!
وبعد أن يشفي محمد غليله من نساء الأرض كلهن يفوَّض هو شخصياً أتباعه للتمتع بهذا الحق:
• "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3) [النساء]
"وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) [النساء]
2.
كيف نستطيع تفسير كل طقوس العربدة الجنسية " bacchanalia" وغياب أبسط معايير "التقوى" السماوية التي جعلوها معياراً لأنفسهم؟!
حسناً، لنقبل التفسير على أنه "ترغيب في النكاح" كما يرى " الحُجَّة "!:Bacchanalia by Auguste Levêque (1866 – 1921)- Belgian painter
"وأما الأخبار فقوله صلى الله عليه وسلم (النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فقد رغب عني) وقال صلى الله عليه وسلم (النكاح سنتي فمن أحب فطرتي فليستن بسنتي) وقال أيضا صلى الله عليه وسلم (تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة حتى بالسقط) وقال أيضا صلى الله عليه وسلم (من رغب عن سنتي فليس مني وإن من سنتي النكاح فمن أحبني فليستن بسنتي) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منا) [..] وقال صلى الله عليه وسلم (من كان ذا طول فليتزوج) وقال (من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لا فليصم فإن الصوم له وجاء) وهذا يدل على أن سبب الترغيب فيه خوف الفساد في العين والفرج والوجاء هو عبارة عن رض الخصيتين للفحل حتى تزول فحولته فهو مستعار للضعف عن الوقاع في الصوم وقال صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) وهذا أيضا تعليل الترغيب لخوف الفساد وقال صلى الله عليه وسلم (من نكح لله وأنكح لله استحق ولاية الله)". [ص96]

إلا أن " الحُجَّة " لا يرى أية غضاضة في أن ينقل لنا ما يلي:
"وكان بعض الصحابة قد انقطع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخدمه ويبيت عنده لحاجة إن طرقته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا تتزوج) فقال يا رسول الله (إني فقير لا شيء لي وأنقطع عن خدمتك) فسكت ثم عاد ثانيا فأعاد الجواب ثم تفكر الصحابي وقال والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم بما يصلحني في دنياي وآخرتي وما يقربني إلى الله مني ولئن قال لي الثالثة لأفعلن فقال له الثالثة (ألا تتزوج) قال فقلت يا رسول الله (زوجني) قال [اذهب إلى بني فلان فقل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تزوجوني فتاتكم] "[ص99]
هل انتبهتم؟
إنه يأمر: يصدر "مرسوماً" سلطانياً لا يقبل المناقشة والرفض بأن يتزوج فلانٌ فلانةَ متناسياً أبسط الشروط الإنسانية (والتي يدعي أصحابه بأنه يصر عليها) وهو موافقة المرأة البالغة على الزواج (أما إذا لم تكن بالغة فإن محمد قد ارتكب جريمة مضاعفة!).
ومع ذلك ولنقبل جدلاً بأن كل ذلك يأتي ترجمة لما يسميه " الحُجَّة ": الترغيب في النكاح.
فالنكاح هو سُّنة محمد وأسباب وجوده.
إنه دينه وقرآنه.
ولهذا فإن " الحُجَّة “ ومن أجل إلغاء كل الحواجز أمام الترغيب في النكاح، فإنه لا ينسى بإن يمنح العِنِّينَ "حق النكاح". ولا اعتراض لي على ذلك فالزواج حق للكل البشر من غير جدل. وهو يقول مدللاً على هذا الحق:
"فإن نهضات الشهوة خفية لا يُطَّلَعُ عليها حتى إن الممسوح لا يُتوقَّع له ولدٌ لا ينقطع الاستحباب أيضاً في حقه على الوجه الذي يستحب للأصلع إمرار الموسى على رأسه" [ص110]
ورغم سخافة المقارنة وَضِعَة التشبيه فأنا أريد أتفق معه بهذا الحق حتى "أقفصه" من فمه!
إذن: هو يمنح الحق للجميع، إليس كذلك؟
- لا، مطلقاً. وهذا ما يكشف عن زيف رحمته واحتقاره لحاجة الآخرين!
3.
فإذا ما واصلنا قراءة "إحياء علوم العلوم!" وبعد أن رأينا كيف اعتذر " الحُجَّة " للعِنين حقه (ولم نمانع) نصطدم وجهاً لوجه، وكأننا نصطدم بقطار ينطلق بسرعة 400 كم في الساعة، بجوهر الحقيقة وهو يستشهد بعمر بن الخطاب الذي يسير "طبعاً" على "نهج" الرسول، إذ يقول "إنما أنكح للولد"! [ص 111]
إذن، هذا هو الهدف. فالحبَّ ممنوع و"النكاح" مشاع للجموع!
وها نحن نرى اللحظات الأخيرة قبل نهاية قصة "الرحمة المحمدية!":
يقول " الحُجَّة ":
" وما روي من الأخبار في مذمة المرأة العقيم إذ قال عليه السلام لحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد وقال خير نسائكم الولود الودود وقال سوداء ولود خير من حسناء لا تلد وهذا يدل على أن طلب الولد أدخل في اقتضاء فضل النكاح من طلب دفع غائلة الشهوة لأن الحسناء أصلح للتحصين وغض البصر وقطع الشهوة." [ص9].
[إحياء علوم الدين، جدة – دار المنهاج، 2011]
4.
منذ قليل كنا في حضرة "الترغيب في النكاح"، والآن في مذمة المرأة التي لا تلد (وأكره بما يكفي من الحس الإنساني باستخدام كلمة "عقيم")!
فهي في رأيه:
- "أقلُّ قيمة من حصير في ناحية البيت"!
- أما رأيه بكون " سوداءَ ولودٍ خير من حسناء لا تلد " فهو كالعادة رأي سخيف متعصب وينضح بالتمييز العنصري.
إذن نحن أمام حكم ديني، عقائدي، فقهي (بمعنى لا أساس منطقي وقانوني له) واضح وجلي. فهو يصدر من "حجة الإسلام" الذي يسعى إلى إحياء علوم دين محمد حتى تكون واضحة للأمة وحتى تسير على هداها.
وإذا ما جمعنا كل الأقوال:
أقوال الله + أقوال محمد + أقول حُجَّة الإسلام (وهي أقوال جميع حجج الإسلام: أمس واليوم وغداً) = قصة بشعة!
5.
والآن نعود إلى نقطة البداية: قصة زينب وزيد المأساوية بكل المعايير الإنسانية (من القرن السابع حتى الآن)!
يقول محمد:
"وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)"/سورة الأحزاب.
كيف حدثت هذه القصة؟
ولأنني لست من الصحابة ولا من التابعين ولا تبعي التابعين، وعاجز عن قول: سمعتُ من أبي قال عن أبيه سمع عن فلان الذي سمع من فلتان، فإنَّ علي أن أسأل ابن سعد حول الموضوع. وها هو يكتب:
"جاء رسول الله (ص) بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد، فربما فقده رسول الله، (ص)، الساعة فيقول: أين زيد؟ فجاء منزله يطلبه فلم يجده وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فُضلاً فأعرض رسول الله، (ص)، عنها فقالت: ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي. فأبى رسول الله أن يدخل وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها رسول الله (ص) على الباب، فوثبت عجلى فأعْجَبَتْ رسول الله، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يُفهم منه إلا ربما أعلن: سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب. فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله أتى منزله. فقال زيد: ألا قلتِ له أن يدخل؟ قالت: قد عرضتُ ذلك عليه فأبى. قال: فسمعتِ شيئاً؟ قالت: سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه، وسمعته يقول سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب. فجاء زيد حتى أتى رسول الله فقال: يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت؟ بأبي أنت وأمي يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها. فيقول رسول الله: أمسك عليك زوجك. فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك اليوم فيأتي إلى رسول الله فيخبره، فيقول رسول الله: أمسِك عليك زوجك، فيقول: يا رسول الله أفارقها. فيقول رسول الله: احبس عليك زوجك. فِفَارِقَها زيد واعتزلها وحلَّت، يعني انقضت عدتها. قال فبينا رسول الله جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله غشية فسُري عنه وهو يبتسم وهو يقول: من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء؟ وتلا رسول الله،(ص): "وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ"] [ص 99]
[كتاب الطبقات ج11، القاهرة 2001]
هنا علينا أن نتوقف عند هذه "الرواية" التي لم يروها "حاقد على الإسلام" بل ابن سعد صاحب الكتاب الذي يعتبره المسلمون من أهم المراجع في السيرة النبوية وتراجم الرجال، ونقوم بتحليلها و"تفكيكها" حتى نرى الحقيقة الصاخبة على سلطة الغَصْب النبوي والهراء الديني.



أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر