[الخضوع والطاعة والعبودية: هذه هي أحلام المهوسيين]
تميز الأسبوع المنصرم باهتمام أعضاء الشبكة بانتفاضة الشباب المصري ضد الطغمة العسكرية المباركة من قبل الأزهر. ولم يكن اهتمامنا قطرياً أو حزبياً، بل كان ولا يزال تعبيراً عن مواقفنا الإنسانية في أن نقف إلى صف القضايا العادلة للشعوب بالمطالبة بحقوقها المدنية الأساسية والحق المقدس: الحرية.
ولهذا فقد ساهم الكثير من الزملاء الملحدين – والملحدين فقط في التعبير عن مواقف التضامن مع انتفاضات المصريين.
ولا أشك في أن هذه المواقف والردود قد لاحظها الجميع.
2.
لكنني لا أشك أيضاً بأنَّ قراء الشبكة قد لاحظوا كيف لفَّ الصمت مسلمو الشبكة!
فهل هذا الصمت محض صدفة؟
3.
لقد كتبت مرات كثيرة وما علي إلا أن أعيده الآن:
إن الشعور العبودي للمسلمين العصابيين والمهوسين بالعقيدة وثقافة الطاعة والخضوع التي هي جزء من العقيدة الإسلامية جعلت "قضية الحرية" بالنسبة لهم من القضايا "القابلة للنقاش"!
فمفهوم "الحرية" بالنسبة للمسلم الذي يحمل ثقافة العبد قد "ضُيَّقَ" إلى الحدود الدينية – الطائفية ولم تعد قضية الحرية تهمهم بشكل من الأشكال. فقد جندوا جميع وسائلهم الدفاعية من قضايا تتعلق بأمور فقهية لاهوتية وخرجوا من عالم التضامن مع قضايا الآخرين – وبغض النظر عن "من هم هؤلاء الآخرين".
4.
لقد ربط كتاب المسلمين العبودية لله بالعبودية للسلطان. وأصبح الخضوع لـ"أولي الأمر" استمرار لخضوعهم لفكرة "الله" وفكرة "رسوله". وهكذا تحولت "العبودية" وليس "الحرية" هي قضية المسلم:
وبالتالي فإن قضايا التحرر السياسي والاقتصادي من الطغم الإسلامية خارج اهتمام اللاهوت الإسلامي وليس من الصدفة أن يقوم بالتحريض ضدها.
5.
فما يحدث الآن في مصر والعراق هو النضال من أجل الحقوق المدنية والتحرر السياسي والاقتصادي من طغم عسكرية وطائفية ولا علاقة لها بــ"بقضية محمد" والإسلام. بل أنَّ تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد المالي والسياسي قد صنع شروطاً طبيعية لكي يتحول هذا النصال إلى موقف معاد ورافض للدين. لأن الحقيقة قد اتضحت بصدد العلاقة البنيوية ما بين العبودية السياسية والاقتصادية من جهة والعبودية الدينية من جهة أخرى. ولهذا فإن الطريق الحقيقي للتحرر من العبودية السياسية والاقتصادية لا ينفصل عن التحرر من عبودية "الله".
وهذا من شأنه ما يجعل قضية التحرر السياسي والاقتصادي لمواطني الدول العربية – الإسلامية قضايا معادية للاهوت الإسلامي بصورة عامة وممثلي الثقافة الطائفية الذين لا هم لهم غير مصالحهم الضيقة: سنة كانوا أم شيعة.
ولكن قد يعترض المسلمون على أن "الخضوع" للحكام لا يشمل "الحكام الظالمين"
وهذه "اللعبة" الفقهية نعرفها إلى حد الفزع!
فمن هو الظالم، يا ترى، في حكم الفقهاء؟
هنا يبدؤون بـ"شقلبات" السيرك الفقهي وسيتضح للقارئ بأنه ليس من المستبعد أن ينطبق مفهوم "الظالم" على الجميع باستثناء الحكام الحاليين.
أنظر جميع حلقات: الإسلام دين عبوديةولهذا فقد ساهم الكثير من الزملاء الملحدين – والملحدين فقط في التعبير عن مواقف التضامن مع انتفاضات المصريين.
ولا أشك في أن هذه المواقف والردود قد لاحظها الجميع.
2.
لكنني لا أشك أيضاً بأنَّ قراء الشبكة قد لاحظوا كيف لفَّ الصمت مسلمو الشبكة!
فهل هذا الصمت محض صدفة؟
3.
لقد كتبت مرات كثيرة وما علي إلا أن أعيده الآن:
إن الشعور العبودي للمسلمين العصابيين والمهوسين بالعقيدة وثقافة الطاعة والخضوع التي هي جزء من العقيدة الإسلامية جعلت "قضية الحرية" بالنسبة لهم من القضايا "القابلة للنقاش"!
فمفهوم "الحرية" بالنسبة للمسلم الذي يحمل ثقافة العبد قد "ضُيَّقَ" إلى الحدود الدينية – الطائفية ولم تعد قضية الحرية تهمهم بشكل من الأشكال. فقد جندوا جميع وسائلهم الدفاعية من قضايا تتعلق بأمور فقهية لاهوتية وخرجوا من عالم التضامن مع قضايا الآخرين – وبغض النظر عن "من هم هؤلاء الآخرين".
4.
لقد ربط كتاب المسلمين العبودية لله بالعبودية للسلطان. وأصبح الخضوع لـ"أولي الأمر" استمرار لخضوعهم لفكرة "الله" وفكرة "رسوله". وهكذا تحولت "العبودية" وليس "الحرية" هي قضية المسلم:
اقتباس:
لقد أمر الله عز وجل بطاعة أولي الأمر، وعد ذلك من طاعته كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ [ النساء: 59]، واختلف في المراد بـ " أُوْلِي الأَمْرِ" هنا: فقيل: إنهم الأمراء، وقيل إنهم العلماء والفقهاء (1) . والظاهر أن الآية عامة في كل أولي الأمر من الأمراء والعلماء (2) . يقول ابن قيم الجوزية مرجحا أن المراد بأولي الأمر: العلماء والأمراء: والقولان ثابتان عن الصحابة في تفسير الآية، والصحيح أنها متناولة للصنفين جميعا، فإن العلماء والأمراء ولاة الأمر الذي بعث الله به رسوله، فإن العلماء، ولاته حفظا وبيانا وذبا عنه، وردا على من ألحد فيه وزاغ عنه. والأمراء ولاته قياما وعناية وجهادا وإلزاما للناس به، وأخذهم على يد من خرج عنه. وهذان الصنفان هما الناس، وسائر النوع الإنساني تبع لهما ورعية" https://www.dorar.net/firq/51/المبحث...علماء-والأمراء |
5.
فما يحدث الآن في مصر والعراق هو النضال من أجل الحقوق المدنية والتحرر السياسي والاقتصادي من طغم عسكرية وطائفية ولا علاقة لها بــ"بقضية محمد" والإسلام. بل أنَّ تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد المالي والسياسي قد صنع شروطاً طبيعية لكي يتحول هذا النصال إلى موقف معاد ورافض للدين. لأن الحقيقة قد اتضحت بصدد العلاقة البنيوية ما بين العبودية السياسية والاقتصادية من جهة والعبودية الدينية من جهة أخرى. ولهذا فإن الطريق الحقيقي للتحرر من العبودية السياسية والاقتصادية لا ينفصل عن التحرر من عبودية "الله".
وهذا من شأنه ما يجعل قضية التحرر السياسي والاقتصادي لمواطني الدول العربية – الإسلامية قضايا معادية للاهوت الإسلامي بصورة عامة وممثلي الثقافة الطائفية الذين لا هم لهم غير مصالحهم الضيقة: سنة كانوا أم شيعة.
ولكن قد يعترض المسلمون على أن "الخضوع" للحكام لا يشمل "الحكام الظالمين"
وهذه "اللعبة" الفقهية نعرفها إلى حد الفزع!
فمن هو الظالم، يا ترى، في حكم الفقهاء؟
هنا يبدؤون بـ"شقلبات" السيرك الفقهي وسيتضح للقارئ بأنه ليس من المستبعد أن ينطبق مفهوم "الظالم" على الجميع باستثناء الحكام الحاليين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق