منع

طوبى للمساكين بالروح، فإنَّ لهم ملكوت السماء!

صورة تكشف عن مملكة البؤس العربية [عائلة وسط المزابل]



مقدمة:
[ليس هذا ديكوراً مسرحياً ولا مشهداً من مسلسل عربي سعيد – إنه مشهد من عائلة في بلد إبراهيمي يلوك فيه الناس اسم الله 24 ساعة!]

هل قرأتم العنوان جيداً؟
طوبى للمساكين بالروح فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ!!!
فالمساكين لهم ملكوت السماء – أما ملكوت الأرض فهو لرجال اللاهوت!
ملاحظة:
تفسيرات اللاهوت المسيحي وخصوصاً الكاثوليكي لا تساوي شروى نقير!
فهم مشهورون بالبهلوانيات اللغوية. فملكوت السماء، على حد زعمهم، ليس في السماء بل هو ملكوت حكم الله في السماء والأرض!
حسناً وماذا بعد؟
1.
أشد ما يغضبني في الأديان الإبراهيمية هو وعودها المجانية الكاذبة التي لا تقل مجانية وسوءاً وسخفاً وكذباً من وعود السياسيين الإبراهيميين قبل الانتخابات [بقدر ما تبدو وكأنها انتخابات على شاشات التلفزيونات] !
فرغم التاريخ الطويل "للانتخابات" الربانية الإبراهيمية (فعمر الأديان الإبراهيمية آلاف السنوات – وهي بذلك تتضمن عشرات المئات من الحملات الانتخابية!) ورغم ادعاءات المعارف الخارقة والحكمة السماوية فإنه لم يكلف أحد نفسه لتحسين هذه الوعود!
فمن وعودهم يمكن أن نُحَمِّل قوافلَ من الجمال الإبراهيمية!
إنها عقيدة الوعود التي لم تتحقق في يوم ما!
إنها عقيدة الوعود التي لن تتحقق في يوم ما!
إنها حقول القنب الهندي الواسعة!
2.
«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. طُوبَى لِلْحَزَانَى، فَإِنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، فَإِنَّهُمْ سَيَرِثُونَ الأَرْضَ. طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، فَإِنَّهُمْ سَيُشْبَعُونَ. طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، فَإِنَّهُمْ سَيُرْحَمُونَ. طُوبَى للأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، فَإِنَّهُمْ سَيَرَوْنَ اللهَ. طُوبَى لِصَانِعِي السَّلامِ، فَإِنَّهُمْ سَيُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ. طُوبَى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ الْحَقِّ، فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. طُوبَى لَكُمْ مَتَى أَهَانَكُمُ النَّاسُ وَاضْطَهَدُوكُمْ، وَقَالُوا عَلَيْكُمْ مِنْ أَجْلِي كُلَّ سُوءٍ كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، فَإِنَّ مُكَافَأَتَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ عَظِيمَةٌ. فَإِنَّهُمْ هكَذَا اضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُمْ! [إنجيل متى 5:3-12]
3.
• وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ !
• وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ!
• وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ!
• مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ!
• جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ!
• وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ!
حقول القنب الهتدي في أفغانستان برعاية المسلمين فقط!
[حقول القنب الهندي التي ترعاها الأديان الإبراهيمية هي على الأرض وفي عقولهم على حد سواء]
4.
ولكن كم منها سيبقى عندما تمرُّ من صحراء الربع الخالي الإسلامي؟
هل سيبقى من الوعود ما يسد رمق الكثير من المسلمين الذين ينتظرون في طوابير الخبز؟
هل سيبقى شيئاً يحصن كرامة الناس ويقيهم من برد الشتاء؟
هل سيحصل الأطفال على قناني حليب ينجيهم من محنة الجوع بعد أن جف حليب أمهاتهم؟
هل سيمنح سكان القبور المسلمين مسكناً [في مصر فقط يسكن أكثر من 5 ملايين مواطن في القبور] قبل أن ينتهون إلى ذات القبور؟
وهل ستوفر هذه الوعود شروطاً ملائمة لذهاب الأطفال إلى المدرسة؟
وهل ستحميهم من الظلم وقساوة وسفالة دولهم وإرهاب طوائفهم؟
5.
الإجابة القاطعة: لا!
إن وعودهم "ستتحقق" في مكان واحد لا غير:
هناك في الوجود الغائب – ما وراء السحب حيث يجلس الرب الإبراهيمي متربعاً على عرشه: إنه الوجود الخرافي الذي لا مكان له خارج عقول اللاهوت.
إنهم وحدهم على هذه الأرض.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر