منع

ليس القرآن محرفاً!

ظهر لوحة
















1.
ربما تبدو مفارقة لا يمكن تصديقها ولكن لدي ما يكفي من الأدلة الحسية على أن المسلمين يفضلون مناقشة "تهمة" تحريف كتاب محمد على أنْ يتم رفض هذا الكتاب نهائياً من قبل الآخرين!
فشيء أفضل من لا شيء!
- ولكن هل يرحبون بهذا المفارقة؟- لا أعرف!
2.
إنَّ فكرة "تحريف القرآن" تعني أن ثمة "قرآن!"، و"وحي!"، و"منزل" من "السماء!".
وهذا اعتراف من المناقشين المخالفين يرحب به المسلمون أجمل ترحيب – فهذا ما تبقى لهم. لكن في هذا الاعتراف "شك" أو "شبهة" فينخرطون بتسويد وتسطير عشرات الصفحات "المسروقة" من كتب الموتى – ومن بينهم البخاري – للبرهنة على "سلامة" كتاب محمد من "التحريف" و"الزلل" و"الوهن" و"التبديل" .. إلخ.
وهذا ما يوفر لهم فرصة الجهاد والاستشهاد، مثلاً، من أجل كتاب محمد!
- هل المسلم حقاً مستعد للموت من أجل كتاب محمد؟
- لا أعرف!
3.
إنَّ مفهوم "التحريف" في حالة كتاب محمد قضية نسبية تماماً.
فما هو الشيء "المُحَرَّفُ"؟
وعن أيِّ شيءٍ "انْحَرَفَ"؟
ومَنْ هو "المُحَرِّفُ"؟
4.
ولكن ليس لهذه الأسئلة قيمة إلا في إطار شرط واحد:
هو "الإيمان" بوجود خرافة "الله" وإنَّ هذه الخرافة تتكلم وتكتب كتباً ثم تُرسل بالبريد الملائكي إلى البشر (تصورات محمد عن الله تنسجم مع تخلف القرن السابع الصحرواي وإلا انتظر مثل لعصر الإنترنت مثلاً).!
ولهذا فحين تسقط هذه الخرافة فإنَّ خرافة "تحريف كلام الله" هي الأخرى تسقط.
فهل يدرك المسلمون مصيدة هذه المفارقة؟
- لا أعرف!
5.
وهكذا بسقوط خرافة "الله" ومن ثم سقوط خرافة "كلامه" فإنَّ قضية التحريف تفقد قيمتها كلياً.
فالكتاب الذي أضفوا عليه هالات التقديس هو مجموعة من النصوص الدينية تم تجميعها من قبل عدد كبير من الناس، وفي شروط تاريخية مختلفة، ومن مصادر مختلفة، ولأسباب مختلفة.
وبالتالي فإن موضوع تحريف هذه النصوص قضية مثيرة للسخرية.
فالنصوص القديمة تم تناقلها من قبل عدد كبير جداً من البشر وقام بتغييرها وفقاً لرغائبهم وحاجاتهم وأهدافهم وقدراتهم اللغوية عدد كبير جداً جداً حتى مجيء فترة "التثبيت" وليس "التدوين" وهي فترة متأخرة جدً جداً جداً...
6.
ففي حالة كتاب محمد فإن ما يسمى بالتدوين هو في الحقيقة تثبيت مجموعة كبيرة من النصوص في نص واحد أطلقوا عليه اسم "القرآن".
وإنَّ ما يسمى بـ"القراءات" هي جزء ضئيل جداً جداً من التغيرات التي طرأت على هذا النص حتى فيما بعد تثبيته في إطار كتاب واحد. ولن نتحدث عن "الداجن" في بيت عائشة الذي أكل أيات القرآن!
غير أن المسلمين قاموا بعمل "جبار" حقاً وهو صناعة "تاريخ" خرافي مدهش لهذا النص مليئة بالأحداث والشخصيات والمعجزات المفبركة (المعزات مفبركة دائماً) حتى أضحى وكأنه نص قد كُتب منذ غابر الأزمان!
7.
ولهذا لا يوجد كتاب قديم لم يخضع للتغيير والتحرير والحذف والإضافة والتحوير.
وكتاب محمد مثال على ذلك ولا يختلف عن جميع الكتب الدينية واللادينية ومن ضمنها كتاب "الف ليلة وليلة".
8.
فهل الصورة واضحة الآن؟
- لا أعرف!


وهكذا: ليس للموضوع بقية ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر