منع

محمد [20]: لولا انتصاره في بدر لخسر الله المعركة على الأرض!

مقدمة:
يحدثنا أحد أصحاب كتب الحكايات [وفي حالتنا هذه: مُسْلِم] نقلاً عن "فلتان"، عن "علتان"، بأنَّ محمداً، ولما كان يوم بدر، قد "خاطب" ربه قائلاً:
«اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ»
وهي حكاية “صحيحة”، لا شيء آخر أصَّح من “صحتها “، و"متواترة" حتى يكاد "تواترها" يقطع الأنفاس!
ولنتأمل [ولمن يرغب من القراء: ليطيل التأمل] الفكرة الكامنة وراء هذا "الطلب النبوي" الحميم التي يسعى الكهنوت الإسلامي إلى حشرها في أدمغة المسلمين.
توضيح:
استناداً إلى هذه الحكاية فإن عبادة "الله"، حسب رأي محمد، تعتمد على انتصار عصابته. وهذا يعني أنَّ انتصار قريش على عصابة محمد كان من الممكن أن يضع نهاية "عبادة الله" من قبل البشر!
1.
إنَّ "يوم بدر" [ وللتذكير: هو يوم غزو واعتداء وهجوم مسلح من أجل الاستحواذ على قافلة لقريش] حسب نص "الحكاية" بأنه يوم حاسم لنشاط "الله" على الأرض. إذ بهذا اليوم قد تحدد وجود[هُ] هو وتقررت قضية عبادتـ[هِ] هو!
2.
ولأنه لا تعنيني ولن تعنيني، لا من قريب ولا من بعيد، قضية "تقوى" المسلمين أو "عدم تقواهم" فإنَّ هذه الحكاية [وبلغة المسلمين: الحديث] تقول لنا بصريح العبارة بأنَّ المسلمين أجمعين وبمقدمتهم محمد "الصادق الأمين" كَفَرَة "ملاحدة" لا أحد أكثر منهم كفراً أو إلحاداً!
فهم يجحدون "وجود الله" و"يختصرون" إمكانية عبادته بحدث كان من الممكن أن يحدث [إن حدث إطلاقاً] أو لا يحدث [وهذا من أكثر الاحتمالات]!
3.
فــ "الله" وهو " الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم" كان من الممكن أنْ تنتهي قضيته نهائياً بتاريخ 13 من شهر آذار عام 624 [كما تقول كتب الحكايات - أو الحديث والمعنى واحد ] فيأخذه النعاس فينعس ويغرق في نوم ثقيل.
أي بالعربي الفصيح:
كاد يخرج على التقاعد ولكان قد خلصنا من شر المسلمين إلى يوم الدين!
لكنَّ "الله" [ولسوء حظنا] استمع إلى طلبات محمد مرسلاً له ألفاً من الملائكة الغلاظ فأنقذ العصابة من الهلاك مثلما أنقذ
نفسه من النسيان. . .
[الملائكة تساند قطاع الطرق]
[ملاحظة:
عندما أتحدث عن "الله" أو "الرب" فأنا كالعادة لا أتحدث إلا عن الأساطير المحمدية حول وجوده]
4.
إذن:
كان "الله" على مفترق طرق إذن:
فهو إنْ قام بإهلاك "هذه العصابة – وهي عصابة حقاً" فإنَّه يكون قد قطع الغصن الذي كان يجلس عليه بالمنشار فتنتهي قصته إلى الأبد. إذ لم يعد أحد من هو على استعداد لكي يعبده!
5.
ورغم أنَّ المرء وكما يُفهم من كتب المسلمين بأن الله مستقل بوجوده ومتعالي بإرادته ولا علاقة لوجوده بهذا الحدث أو ذاك، فإنَّ عبادته المستقبلية كانت متوقفة على انتصار هذه " العصابة" – وهذه "العصابة" بالذات!
وهذه قضية خطيرة جداً لا أعرف كيف فاتت على "الموحدين" الذين اضطهدوا على امتداد التاريخ الإسلامي الكثير من الناس لأسباب تافهة لا يمكن حتى قياسها بهذا التفكير "الإلحادي" الصريح.
6.
ولأنني طالبت القارئ أنْ يتأمل مرة – فليتأمل مرة ثانية هذا الاحتمال:
ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم يستقبل محمد الْقِبْلَةَ، ماداً يديه، ولم يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ» وإنَّ الله/ ولأنه مستقل بإرادته، رفض هذه الطلب؟
هل يعني هذا أن لولا انتصار حملة قطاع الطرق في "بدر" لذهبت عبادته في خبر كان!
أي أنًّ "وجود الله" وعبادته وسيطرته على الكون، التي فلق المسلمون بها رؤوسنا، هي مجرد أساطير كما قلنا ونقول وسنقول؟!
بل ولماذا فلقوا رؤوسنا بـ"الموجود واجب الوجود" وهم يقولون في نفس الوقت بأنَّ عبادة هذا "الموجود" ليست "واجبة الوجوب" وإنما هي محض احتمال كان من الممكن أن يكون أو لا يكون – أي بأسلوبهم الرث ولغتهم المثيرة للسخرية:
"ممكن الوجود".
وإنَّ هذه "الإمكانية" تعتمد على نجاح مجموعة من قُطَّاع الطرق في سلب قافلة تجارية وقتل الكثير من أصحابها!
ملاحظة أخيرة:
لا أحد يشك بالطابع الأدبي الأسطوري لهذه الحكاية. لكن أساطير الأديان تتضمن دائماً مفاتيح خفية لمعرفة حقيقة العقائد العلنية:
لقد أنقذ محمد "الله" من ورطة كبيرة عندما طالبه بانتصار عصابته على قريش!

للموضوع بقية . . .




لماذا بوتين على حق عندما يخشى على حياته؟ [2]: ملحق/ تاريخ اغتيالات الحكام العرب/ عرض تاريخي مختصر



1.
تكمن أهمية هذا الملحق المختصر حول مصير الحكام المسلمين في الماضي الحاضر [والمستقبل!] هي تقديم مثال تطبيقي على أنَّ الحكام المستبدين عاجزون عن التخلي عن السلطة إلا بثلاث طرق [والاستثناءات نادرة جداً]:
- إما بالاغتيال؛
- وإما بالموت الطبيعي؛
- وإما بانقلاب.
2.
وفي جميع الحالات ترك الحكام العرب وراءهم حمامات من دم المخالفين والمختلفين معهم والمعارضين لسلطتهم والكارهين لحكمهم حتى لو لم يشكلوا أية مخاطر على هذا الحكم [وهذه حكاية سوداء تحتاج إلى موضوع مستقل].
فالحاكم المسلم في الماضي والحاضر لديه تصورات خرافية عن نفسه وعن "حقه" في امتلاك الحكم ورغائب غريبة عجيبة في تأبيد سلطته حتى مماته [أو تصفيته جسدياً] أو توفير الشروط السياسية لتنصيب أبناءه. وفي التاريخ المعاصر لحكام مملكة الظلام أمثلة كثيرة يراها الجميع وهي مساعي حافظ الأسد وصدام حسين والقذافي وحسني مبارك في الاعداد لتنصيب أبنائهم. إذ لم ينجح إلا حافظ الأسد في تنصيب ابنه فإنَّ فشل الآخرين هو أمر خارج عن إرادتهم والكل يعرف مصيرهم.
أما ما يتعلق بمساعي "الملوك!" بـ"تهيئة الأوضاع" لحكم أبنائهم من بعدهم فهي لا تستحق حتى التعليق.
3.
وكما أشرت في موضوع [جذور الثقافة القمعية للدولة العربية[1]] فإنه ما خلت سلطة عربية/ إسلامية من القمع الرسمي للمعارضين سياسياً وللمختلفين دينياً. وأن ثقافة القمع التي يمارسها "أصحاب السلطة والخاضعين لهذه السلطة أرست "تقاليد" الاغتيالات المضادة وهذا ما تكشف عنه قائمة الاغتيالات الطويلة لرؤوس السلطة:
- يسرد الكتَّاب المسلمون عدة محاولات اغتيال لمحمد.
بل أن موته مسموماً من الاحتمالات الشائعة في كتب المسلمين.
- وهذا ما يتعلق أيضاً بموت أبي بكر. فموته مسموماً هو من الأخبار التي تناقلتها الكتب الإسلامية.
ومن أجل إبعاد الشبهات عن مسؤولية المسلمين في تسميم محمد وأبي بكر فقد قرر "الرواة" " تلفيق "حدوتات" عن مسؤولية اليهود في هذه الاغتيالات .
ومن "الطريف" - إذا كان في الأمر متسعاً من الطرافة، هو أن طريقة اغتيال أبي بكر تكرار ممل لطريقة اغتيال محمد!
- وإذا كانت أخبار هذين الاغتيالين من الأخبار التي لم تحظ بــ"الإجماع! " فإن اغتيال عمر وعثمان وعلي قد "أجمع " هواة الإجماع عليها!
إذ قُتل عمر بن الخطاب بخنجر أَبي لُؤْلُؤَةَ؛
وعثمان بن عفان قُتل بهمجية بسيوف "المسلمين" الغاضبين؛
ولم يخرج علي بن أبي طالب بموته عن التقاليد الإسلامية. فقد قتل بسيف عبد الرحمن بن ملجم في أثناء الصلاة أمام مئات الناس من أنصاره.
[هذا ما تقوله السير الأدبية الإسلامية]
 
4.
وبعد تصفية "الخلفاء الراشدين!!!" الذين كانوا أبعد ما يكون عن الرشد فإن خَلَفَهم من "الخلفاء" لم ينجُ منهم الكثير:
فقد قتل عبد الله وطلحة بن الزبير في حروبهما مع يزيد بن معاوية ومن ثمن عبد الملك بن مروان؛
فقد قتل عبد الله وطلحة بن الزبير في حروبهما مع يزيد بن معاوية ومن ثمن عبد الملك بن مروان؛
- وهذا أيضاً مصير مروان بن الحكم : يقال أن امرأته خنقته بمخدة؛
- عمر بن عبد العزيز : يُعتقد أنه مات مسموماً؛
- الوليد بن يزيد - قطّع بالسيوف؛
- إبراهيم بن الوليد: مات غرقاً؛
- مروان بن محمد - قتل بالسيف؛
- السفاح :قيل سمَّ ولم يصح، وقيل مات بالجدري؛
- محمد المهدي بن جعفر المنصور: مات مسموماً؛
- الهادي [بن محمد المهدي وأخو هارون الرشيد] مات مسموماً (وثمة من يعتقد بأنه مات خنقاً) من قبل أمه الخيزران لأنه قرر جعل ولاية العهد لولده جعفر وخلع هارون الرشيد من ولاية العهد؛
- هارون الرشيد: يقال أنه مات بسبب علاج خاطئ من طبيبه؛
الأمين: قتل بالسيف؛
المتوكل قطّع بالسيوف ؛
المنتصر: يعتقد أنه مات مسموماً؛
المستعين: قُتل بالسيف؛
المعتز: أدخل في الحمام وأغلق [عليه] حتى مات؛
المهتدي : قتل بخنجر؛
المعتمد: يعتقد بأنه مات مسموماً، وقيل وقع في حفرة ملئت بالريش فاغتّم ، فمات؛
المقتدر: قطع بالسيوف؛
المنذر : قيل سمّه أخوه في مبضع؛
هشام المؤيد : قتل خنقاً؛
المهدي: قطع بالسيف؛
سليمان بن الحكم: قطع بالسيوف ؛
المستظهر: قتل بالسيف؛
المستكفي: مات مسموماً؛
القاسم بن حمود: مات خنقاً [ثامن خلفاء الأندلس، وثاني حكام بني حمود]؛
علي بن حمود: قتل بالخناجر.[ الناصر لدين الله أبو الحسن علي بن حمود -سادس خلفاء الأندلس، وأول حكام بني حمود،]؛
يحيى بن علي بن حمود: قتل بالسيف؛ حسن بن يحيى بن علي بن حمود: مات مسموماً . ..
هذا عرض مختصر حقاً وإنَّ العرض الكامل يكاد يكون تكراراً مملاً لمصير الحكام المسلمين الآخرين.
5.
أما الحكام العرب المستبدون "المعاصرون" والمعارضون لهم على حد سواء فإنهم لم يتخلوا عن تقاليد السلف. إذ أصر الحكام العرب على السلطة و تشبثوا بها "حتى آخر رمق" ورفضوا مغادرة الحكم حتى في فيما يسمى "الجمهوريات العربية] من غير انقلاب أو تصفيتهم جسدياً أو الموت الطبيعي في أثناء سلطتهم. ولهذا فإنه لم يبق أمام المعارضين لهم غير ثقافة التصفيات الجسدية. فأضحت الانقلابات [والانقلابات المضادة العلنية والمستترة] الدموية والتصفيات الجسدية [المرئية أو المستترة] هي الطريقة الوحيدة لتبادل السلطة!
6.
وهكذا:
ففي القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين تعود عجلة القتل التي صنعتها الخلافة الإسلامية من جديد وتم تصفية الكثير من الحكام العرب وعلى أيدي عرب مسلمين:
- من بين 9 ملوك ورؤساء في العراق لم ينج منهم غير واحد فقط!
 - الملك فيصل بن حسين بن علي الحسين الهاشمي، أو فيصل الأول (1883 ـ 1933) مات مسموماً.
-  أما صاحب النهاية المأساوية الثاني فهو غازي بن فيصل بن الشريف حسين الهاشمي أو غازي الأول (1912 – 1939) وهو ثاني ملوك العراق، حكم من 1933 حتى 1939؛


-  أما صاحب النهاية المأساوية الثاني فهو غازي بن فيصل بن الشريف حسين الهاشمي أو غازي الأول (1912 – 1939) وهو ثاني ملوك العراق، حكم من 1933 حتى 1939؛
 - الثالث ذو النهاية المأساوية فهو الوصي عبد الإله بن علي (1939 ـ 1958). وقد قتل عبد الإله في 14 يوليوز 1958مع العائلة المالكة؛
- ورابع حاكم عراقي انتهى حكمه نهاية مأساوية هو الملك فيصل الثاني بن غازي 1939 ـ 1958. تولى الملك فيصل الثاني سلطاته الدستورية يوم 2 ماي 1953 وبقي ملكا على العراق حتى صباح يوم 14 يوليوز 1958 حيث انتهى العهد الملكي وقيام الجمهورية؛
- وخامس زعيم عراقي لاقى نهاية درامية هو الزعيم عبد الكريم قاسم (1914 ـ 1963)، الذي كان رئيسا للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع في العراق من 14 يوليوز 1958 وحتى 1963؛
- عبد السلام عارف تم اغتياله عن طريق وضع متفجرات في الطائرة التي كان من المفروض أن تنقله من مدينة البصرة إلى بغداد في يوم 13 أبريل 1966. وقد احتل منصبه أخوه عبد الرحمن عارف – وهو الوحيد الذي لم يُقتل لأن حفاظه على حياته كان أكبر من ولعه بالسلطة فاستقال!
- استأنفت عجلة الموت والقتل في العراق باغتيال أحمد حسن البكر [الذي نَصب نفسه رئيسا لجمهورية العراق من 1968 إلى 1979 ] مسموماً من قبل نائبه صدام حسين وحل محله. وقد قام الأخير بسلسلة طويلة جداً من عمليات الاغتيالات لعدد كبير من قادة حزب البعث المنافسين له والسياسيين المعارضين له من الـأحزاب الأخرى. فهو لم يقتل أعضاء الحزب المنافسين له بل قام بتصفية حتى أقرب الأقرباء ومن ضمنهم زووج ابنته.
- بعد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية وبعد محاكمة هزيلة وهزلية تم شنق صدام حسين - واحد من أكثر الحكام العرب سفالةً في التاريخ المعاصر. ولن يوازيه في سفالته غير معمر القذافي.
غير أن القائمة لم تنته:
- ومن الملوك العرب الذين تم اغتيالهم الملك عبد الله الأول مؤسس مملكة الأردن والملك فيصل، العاهل السعودي الثالث. كما وقتل وصفي التل- رئيس وزراء أردني.
- وقد قُتل الرؤساء اليمينيون إبراهيم بن محمد الحمدي أحمد حسين الغشمي، الرئيس الرابع لجمهورية اليمن وعلي عبد الله صالح
- كما وقتل الرئيس الجزائري محمد بوضياف.
- وفي لبنان تم اغتيال رياض الصلح - رئيس وزراء لبناني ورشيد كرامي- رئيس وزراء لبناني ومن ثم تم اغتيال الرئيسين اللبنانيين بشير الجميل ورينيه معوض. كما وتم اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.
- وفي مصر تم اغتيال محمود فهمي النقراشي - رئيس وزراء ؛ ؛ بطرس غالي - رئيس وزراء؛ أحمد ماهر باشا - رئيس وزراء. وإذا تغيب الأدلة على فرضية موت جمال عبد الناصر مسموماً فإن الوقائع التي سردها الكثير من الكتاب تشير إلى أن موته لم يكن خارج الصراعات السياسية.
- ولم يتخل الحبيب أبو رقيبة [الذي حكم من عام 1957 حتى انقلاب زين العابدين عليه عام 1987] عن السلطة رغم أنه قد أخذ يخرف في آخر حياته. ولكنه ربما كان من أكثر الرؤوساء العرب وقاحة حيث قام عام 1974بتغيير الدستور لكي يسمح له أن يحكم حتى آخر حياته!
- وما كان خلفه أقل سوءاً منه. فقد أرسى زين العابدين بن علي أسس الحكم العائلي والشللي الاستبدادي ولم يتخل عن السلطة إلا بالأحداث السياسية العاصفة التي حصلت عام 2011.
[لحظة اغتيال السادات]



- أما اغتيال السادات فقد خُطط له أن يكون عرضاً عسكرياً [داخل العرض العسكري] لا يليق إلا به أمام كاميرات التلفزيون وأنظار الملايين من المشاهدين. وقد تمت تصفيته رشاشات الكلاشنكوف في نفس الوقت الذي لم يصب بشيء حسني مبارك الذي كان يجلس بجواره تماماً – يا لها من معجزة لا تليق إلا بمعجزات الإسلام!
- ولم يكن القذافي خارج تقاليد العرب والإسلام. فقد تشبث بالسلطة من عام 1969 حتى عام 2011.
وقد كان تاريخ استحواذه على السلطة مع أبناءه والمقربين منه هو تاريخ الاستبداد السياسي والاقتصادي وقام تصفية جميع معارضيه أو قضوا حياتهم في السجون. وما كان له لكي يتخلى عن السلطة إلا بانتفاضة الجميع ضد وقتله بصورة همجية لا تليق إلا بهمجيته.
- كما لم ينجُ من القتل علي صويلح - رئيس جزر القمر.
7.
هذا عرض مختصر سريع من ثقافة الاغتيالات العربية الإسلامية. فهناك العشرات من التصفيات لوزراء  وسياسيين ومثقفين معارضين والعشرات ولأعضاء الأحزاب المنافسين لقادتهم (كما حدث في حزب البعث العراقي والسوري)، والكثير من حالات الموت الغامضة والاختفاء المفاجئ للكثير من المعارضين والكثير من الخلافات العائلية في السلطة الحاكمة [في الجمهوريات والملكيات] التي تنتهي عادة بتصفية المنافسين.


ملاحظة: 
لم أتحدث عن "الحكام الملوك!" العرب فإنَّ تأبيد سلطتهم يدعمها "الدستور"، إنْ وجد، و"قوانين الطوارئ" غير المعلنة ضد أي نوع من الاحتجاج على وجودهم الثقيل! 
أما دور مراكز السلطة الدينية والجيش والشرطة ودوائر المخابرات العائلية في دعم سلطتهم فهو فولكلور معروف للقريب والبعيد.

الحلقة السابقة:
لماذا يخشى بوتين على حياته حقاً؟ [1] قوانين حكم الطغاة


المبادئ العشرة الكافرة: مقدمة 1-11]


1.
عليَّ أن اعترف [واشدد على فعل "اعترف"] بأنني لم أقرأ في حياتي ملخصاً "مدهشاً" – ويكاد يكون مثالياً لمبادئ وأهداف المسلمين  [جميع المسلمين: سواء كانوا من كتبة الجُمل المسروقة أم أصحاب "المؤلفات" المكررة] العلنيين والمستترين على حد سواء مثلما يستطيع أنْ يطلع عليها القارئ في موضوع "كفر الديموقراطية وكفرمعتنقيها"!
2.
بل أنَّ هذا "الموضوع" يُلَّخص بصورة مدهشة [أيضاً] المبادئ التي يحارب الديموقراطيون واللادينيون الحقيقيون من أجلها الفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية بصورة واضحة لا شكَّ فيها ولا لبس [ومن غير مَطْمَطَة ولا لف ولا دوران].
وإذْ جمعها "مؤلف" الموضوع المشار إليه في مكان واحد فإنه قد قدَّم للجميع [ونحن من ضمن الجميع] خدمة مزدوجة:
تسهيل نقد ثقافة التكفير في "مكان واحد" من جهة؛ والاعتراف المكشوف بكل أهداف المسلمين العلنيين والمستترين ومن غير لف ودوران من جهة ثانية.
3.
ويمكن المضي قدماً في "مديح" الموضوع المنشور المشار إليه أعلاه:
فثمة ظاهرة قد انتشرت في السنوات الأخيرة [ وهي في الجوهر استراتيجية جديدة لمراكز البروبغاندا الإسلامية] وهي الانطلاق في "نقد" مبادئ الديموقراطية بألبسة وأزياء وأقنعة معاصرة بحجة "النقد" "الموضوعي!"، أو "العلمي!"، أو "المحايد!"، أو "البناء!" .. وإلى آخره .. وهلم جرا .. وهكذا دواليك من "المصطلحات" و"المفاهيم" المُفَرَّغة من المعنى!
بل هناك من يمتلك وقاحة أكبر وصلافة بدوية لا حدود لها [يُحسدُ أم لا يُحسدُ عليها؟!] من يقوم بتشويه مبادئ الديموقراطية مدعياً بأنه "يدافع عن الديموقراطية الحقيقية"!
إما أولئك الذين يحاربون مبادئ الديموقراطية من خلال ترديد شعارات أكل عليها الدهر وشرب تتعلق بمحاربة "الإمبريالية" و"الاستعمار" و"الصهيونية" فَهُم في حقيقة الأمر بضاعة قديمة فاسدة.
4.
وجميع هؤلاء "النقاد" "الموضوعيين" و"العلميين" هُم من حيث الوجه والبطانة مسلمون أقحاح يتسترون بصورة بائسة على إسلاميتهم وتواطؤهم مع مراكز السلطة الإسلامية بصورة واعية أو أنهم تعبير عن حالة نفسية مرضية بسبب وطأة "متلازمة ستوكهولم" التي يعاني منها الخاضعون لسلطة القمع والاستبداد.
5.
وثمة جانب آخر هام وفي غاية الأهمية في هذا "الموضوع" وهو أنَّ الصياغة اللغوية والأسلوب في وصف المفاهيم الديموقراطية المختلفة ونقدها تجد لها أصداء واضحة في كتابات الكهنوت السني والشيعي على حد سواء.
وأستطيع الجزم بأنَّ هذا "الموضوع" يمكن أن يحظى بتأييد وقبول مراكز السلطة السنية والشيعية من غير أية ملاحظات أو تعقيبات وتعديلات.
إنه "موضوع" يعبر بصدق ووضوح عن جوهر المنطلقات العقائدية الدينية الإسلامية لجميع الطوائف الإسلامية في الماضي والحاضر – أكرر: جميع الطوائف الإسلامية. ولا يتعلق الأمر مطلقاً بما يسمى المذاهب المتطرفة فقط بل هو نزوع داخلي بنيوي لا ينفصم عن العقيدة الإسلامية كما هي من غير رتوش أو مساحيق وجه.
فـ"المبادئ العشرة الكافرة" هي التعبير المكثف عن الخروج من "مملكة الطغاة /الدين" والدخول إلى مملكة الحريات المدنية وعالم المواطن المستقل.
6.
من المثير للاهتمام هنا الإشارة إلى أنَّ الكثير من الدراسات الأكاديمية والملاحظات الاستقرائية لما تنشره منظومات "الترولات" التقليدية والذباب الإلكتروني في وسائل الاتصال الاجتماعي في بعض الدول الأوربية[وخصوصاً مخلفات الأحزاب الشيوعية في دول أوربا الشرقيةً] ضد العلمانية والديموقراطية والحديث الممجوج عن "الجندرية" [وخصوصاً منذ جائحة كوفيد – 19 ومن ثم الغزو الروسي الهمجي على أوكرانيا] قد أظهرت بأن القاسم المشترك بين منطلقات أصحاب هذه الكتابات ذات طابع ديني من جهة وتأييدهم للغزو الروسي ولبوتين بشكل خاص من جهة ثانية.وإنَّ هذه الملاحظات الاستقرائية [وهذه هي اللامفاجأة!] تنطبق 100% على طبيعة "عمل" الترولات والذباب الإلكتروني الناطق العربية[رغم أن أغلبهم لا يجيدون اللغة العربية]!
فكما يبدو [اليوم يبدو بعضه أو كلُّه] أنَّ المخربشين المسلمين ينقلون منتجات الترولات الروسية والموالية لبوتين في حربها على أوربا – وبشكل خاص دول الاتحاد الأوربي.
ملاحظة: الذباب الإلكتروني له وجود حتى في المنتدى.
7.
ولمعلومات من يهتم بالموضوع فإنَّ مراكز الكهنوت السني والشيعي يكادان يعملان يداً بيد [أو على قاب قوسين من ذلك أو أدنى] في حربهم المقدسة ولكن المستترة في بعض الأحيان والمعلنة في الكثير من الأحيان ضد مفاهيم من قبيل "سيادة الشعب" و"حرية الاعتقاد والتدين" و"المرجعية للشعب عند الاختلاف والتنازع" و"حرية الرأي والتعبير" و"فصل الدين عن الدولة" و"الحريات الشخصية" و"تشكيل الأحزاب" و"مبدأ الأغلبية لتقرير القوانين" و"المالك الحقيقي للمال هو الشعب" و"مبدأ المساواة". وهذا ما يمكن قراءته أو سماعه أو مشاهداته في وسائل الاتصال الاجتماعي السني والشيعي [وخصوصاً اليوتيوب] .
بل تجد في الكثير من الأحيان أن الشيعي "الحقيقي" أكثر تطرفاً في معاداته للعلمانية ومبدأ الانتخابات مثلاً. فالخرافات الساذجة للشيعة تقول أنَّ مصدر خلافة "أو إمامة!" الأئمة " "المعصومين!" ليست ذات طابع أرضي بل هي حكماً وقدراً سماوياً ولهذا فهي لا تخضع لا "للشورى" ولا "التصويت" – وهذا ما سوف نتطرق إليه بشيء من التفصيل في الحلقات القادمة.
8.
في هذه السلسلة سوف أحاول بقدر ما يتسع الوقت والمجال أنْ أقوم بتشريح مظاهر التكفير الإسلامي لمبادئ الديموقراطية والكشف عن الأسباب والأهداف المعلنة أو المستترة لهذا "التكفير".
كما أنني [وبكل رحابة صدر] سوف أقدم الأدلة القاطعة "الدامغة] على صحة وجهة نظر المسلمين – والصحيحة 100% وهي أنَّ مبادئ الديموقراطية لا تستقيم مع سلطة الإسلام الشمولية في/ وعلى المجتمع.
فالتناقض ما بين الديموقراطية والاستبداد الديني لا يمكن تذليله إلَّا بانسحاب الدين من الشأن العام إلى مجاله الطبيعي في إطار الشأن الخاص وهذا الكلام تفصيلات ذو شحون ..
9.
المبادئ العشرة الكافرة
[السيادة للشعب] [حرية الاعتقاد والتدين] [المرجعية للشعب عند الاختلاف والتنازع] [حرية الرأي والتعبير ] [فصل الدين عن الدولة] [الحرية الشخصية للأفراد] [حرية تشكيل الأحزاب] [مبدأ الأغلبية لإقرار القوانين] [المالك الحقيقي للمال هو الشعب] [مبدأ المساواة]
الحلقة القادمة: "المبادئ العشرة الكافرة للديمقراطية [2]: سيادة الشعب "


أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر