1.
في حياة البشر قوانين صارمة لا تقل صرامة عن قوانين الطبيعة. وإنَّ رفضها لا يعني إلَّا رفضاً ساذجاً لحقائق الوجود البشري. والإصرار على رفض هذه القوانين يكشف دائماً عن نفاق أخلاقي مستفحل أو جهل مريع.
2.
فكلُّ من يدعي بأنَّ أخلاق جماعته (ديناً كانت، أمْ حزباً، أمْ طائفة، أمْ تجمعاً، أمْ حركة، أمْ دولة، أم قومية، أمْ فرقة، أم نادياً، أمْ . . .إلخ) متميزة عن أخلاق الآخرين وتسمو عليها فهو واحد من اثنين:
إماً أن يكون مختلاً عقلياً – وإمَّا كاذباً بصورة مرضية!
3.
إنَّ القيم الأخلاقية ومهما اكتسبت صفات جَمْعِيَّة هي قيم أخلاقية شخصية يجاهد المرء في التمسك بها طوال حياته؛ وهي صراع دائم مع الرغائب، وعوامل الضعف البشرية، والغريزة الحيوانية التي لم تَمُتْ. والحضارة الإنسانية لا تعني غياب هذه الغرائز، بل الكفاح الدائم ضدها وكبح ظهورها والسيطرة عليها.
4.
وقد عرف العالم الكثير من الحقائق (ولا تزال الكثير منها خفية) عن الانحراف الأخلاقي وسط الكهنوت الكاثوليكي في أمريكا وإيرلندا وأماكن أخرى والمتمثلة بالاعتداءات الجنسية. كما وعرف العالم الموقف الساعي في الفاتيكان إلى التغطية عليها والتقليل من شأنها بهدف تجنب الفضيحة.
ولأنني، وكما اعتاد القارئ في كتاباتي،أرفض المواقف والأحكام التي تستند إلى الأخبار "الطائرة!" في الفضاء. فإنني أقدم شهادة مدهشة لكاهن سابق وكاتب أمريكي معروف الذي ترك الكهنوتية بسبب مواقفه من الإكليروس، وهو من الروم الكاثوليك: James Carroll.
وكارول كاتب وصحفي، مؤلف لـ 20 كتاباً من بينها "قداس أمريكي". وقد أهتم بشكل خاص بالموضوعات المتعلقة بإصلاح الكنيسة الكاثوليكية.
5.
في هذه المناسبة اقترح عليكم أحد مقالاته - العنوان الرئيسي: "Abolish the Priesthood"، والعنوان الفرعي:
“To save the Church, Catholics must detach themselves from the clerical hierarchy—and take the faith back into their own hands”.
ويسرد كارول في هذا المقال تاريخ الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية، مشيراً إلى أن ما يحدث في الكنيسة الكاثوليكية ليس أمراً جديداً أو مستحدثاً وإنَّ جذور هذه الجرائم كامنة في طبيعة وبناء الإكليروسية الكاثوليكية، وكما يقول أحد الكُتَّاب تعليقاً على المقال، فمن بين أسباب الخلل البنيوي والوظيفي للكاثوليك الرومان يكمن في "عبادة السرية".
إنَّ "عبادة السرية" في البناء الهرمي للكنيسة الكاثوليكية يجعل من اكتشاف هذا النوع من الجرائم الأخلاقية أمراً صعباً ولا يمكن الوصول إلَّا إلى سطح الحقائق. وهذا لا يحدث بدون مباركة الفاتيكان والبابا شخصياً.
وفي المقال معلومات هامة عن مواقف الفاتيكان والبابا المتعلقة بالاعتدائات الجنسية وسط الكهنوت الكاثوليكي.
رابط المقال:
ملاحظة هامة جداً:
إنَّ الانحراف الأخلاقي هي ظاهرة موجودة وسط جميع رجال الكهنوت الإبراهيميين - ومَنْ منهم بلا خطيئة فليرجمْ أبناء عمومته بحجر"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق