ولكن كيف ينظر المسلمون (إذا كانوا فعلاً مسلمين) إلى الإلحاد والملحدين؟
إن هذا سؤال في غاية الأهمية من وجهة النظر الجدالية. لأن طبيعة هذه النظرة سوف تحدد بداهة a priori طبيعة الموقف من آراء ونقد الملحدين.
1.
من بين أسباب الألحاد، كما يعتقد بوثوق، صالح بن عبد العزيزي هي التالي:
"السبب الرابع [من أسباب الإلحاد]: حب الشهوات والرغبة الجامحة في الإنفلات، أو ما يسمى بالحرية اللاأخلاقية؛ فهي تتناسب والإلحاد؛ فلا حلال ولا حرام في ظل مملكة الإلحاد، ولا رقيب ولا حساب ولا جزاء، ولا وجود لما يسمى باللسان المعاصر: "تأنيب الضمير"، أي النفس اللوامة التي تضرب المسلم بسياط الندم على اقتراف القبائح. ولذا فإن كثيراً ممن يميل إلى الإلحاد دافعهم الشهوة لا غير" [ص24]
" السبب السابع: وهو الأهم، وهو السبب الراجع إلى الملحد نفسه؛ فما ألحد أحدٌ ونكص على عقبيه إلا وقد أتي من قِبل كِبْر في نفسه [...]
وقد أدى هذا الكبر إلى ثمرات، منها:
أولا: أن يكذب بدين الله [...]
ثانياً: الإعراض ورفض الاستماع للحق [...]
ثالثاً" الفرح بما عنده من علوم كاسدة يعارض بها شرع الله [...]
رابعاً: تقليد أئمة الضلال [...]
وأخيراً: الزيغ" [ص26]
[الإلحاد وسائله وخطره وسبل مواجهته، د. صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي، 2013 بيروت]
ولنحدد مؤقتاً ما هي صفات الملحد:
"حب الشهوات والرغبة الجامحة في الانفلات، والحرية اللاأخلاقية ولا حلال ولا حرام في ظل مملكة الإلحاد ولا رقيب ولا حساب ولا جزاء ولا “تأنيب الضمير" ويكذبون بدين الله ويرفضون الاستماع إلى الحق ويقلدون أئمة الضلال ويتصفون بالزيغ"!
فهل هذا يكفي لكي نعرف كيف يفكر المسلمون (جميع المسلمين بدو استثناء) بصدد الإلحاد والملحدين؟!
2.
أما عبد الرحمن الميداني فخياله أكثر جموحاً من الأول وهو يعتقد وبكل ثقة بأنه:
" لو عرف كثير من الملاحدة أن اليهود المقنعين يحرثون على أكتافهم وظهورهم مزارع سياستهم، ولا يدفعون لهم مقابل ذلك إلا الغرور بالنفس والأجر اليسير، والفحش الكثير، والخمر والحشيش، والمواعيد الكاذبة، والأوهام الخادعة، لاستقام تفكيرهم، وتيقظت بصائرهم، ولرجعوا إلى صفوف المؤمنين بالله، يكافحون الإلحاد ومن يغذيه أو يدفع إليه" [ص12]
[صراع مع الملاحدة حتى العظم، عبد الرحمن حسن حبنمة الميداني، بيروت 1992]
فها هي صفات جديدة للملحد:
"الملحدون ضحية لخداع وهم يتصفون بالغرور بالنفس والأجر اليسير والفحش الكثير والخمر والحشيش والمواعيد الكاذبة، والأوهام الخادعة"!
فهل هذا يكفي؟
3.
لكن د. حسام الدين حامد أقل بربرة وثرثرة من الآخرين وأكثر ثقة بالنفس فهو يختار كلمة واحدة لا غير:
"ولو قيل لي اجمعْ الإلحاد في كلمة واحدة، لا يجاوز وصفُه رسمها، ولا تن حقيقته عن حرفها لقلت "التوهم"!" [ص8]
" إن هذا الخواء الروحي الذي يبتلع الألحاد، قد جعل منه مسخاً بأيدي أتباعه، فالملحد الذي هرب من الأديان، ذهب فنحت بيديه صنماً من الصلصال يعبده" [ص33]
[الإلحاد وثوقية التوهم وخواء العدم، د. حسام الدين حامد، 215 دار العصرية للنشر والتوزيع]
فبالإضافة إلى الخواء الروحي وتحول الملحد إلى مسخ، فأن "كلمة السر" بالنسبة له هي:
التَّوهم!
فهل هذا يكفي؟
4.
ثم يأتينا "الدكتور" الآخر د. سعيد بن علي بنوهف القحطاني (لا أعرف أي نوع من العلوم قد درس هؤلاء "الدكاترة" حتى يصلون إلى هذا الحد من الإسفاف؟ من حسن حظي أنا لا أميل إلى وضع الدال أمام أسمي) فهو يضيف صفات جديدة لنا ولكم وهو باعتباره "دكتوراً" يقرر أن يضع تعريفاً أكثر دقة من الناحية الدينية:
"والإلحاد: هو الميل عن الحق، والانحراف عنه بشتى الاعتقادات، والتأويل الفاسد، والمنحرف عن صراط الله والمعاكس لحكمه يسمى ملحداً" [ص 5]
[كيفية دعوة الملحدين إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة، د. سعيد بن علي بنوهف القحطاني، سلسلة الرسائل الدعوية (6) بدون تاريخ ومكان الإصدار]
الله أكبر!
فهل هذا يكفي؟
لا يكفي؟!
إذن:
للمقال بقية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق