منع

ساتيرا يونانية باللغة العربية


[تنبيه]
هَذِهِ لَيْسَتْ أحْدَاثاً تَارِيخِيَّةْ
هَذِي سَاتِيرَا يُونَانِيَّةْ (1)ـ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةْ
وأيُّ تَطَابُقٍ مَعَ أحْدَاثٍ وَاقِعِيَّةْ
هُوَ مَحْضُ صِدْفَةْ،
أوْ تَوَارِدُ خَوَاطِرَ أدَبِيَّةْ

كاريكاتير
[إسْتِهْلَالٌ]
مُحَاطاً بِأفْرَادِ الحِمَايَّةْ:
يَظْهَرُ الرَّئِيسْ
[أوْ أَيُّ تَعِيسْ ـ الشَّرْطُ الرَّئِيْسْ: أنْ يَشْبَهَ التَّيْسْ!]
كَأَنَّهُ مَلِكٌ فِي حِكَايَةْ،
مُتًرهلٌ [كَالعَادَةْ]،
قَصِيرُ القَامَةْ
سَيءُ المَظْهْرْ [بَذْلَةٌ بُنَّيَّةٌ وَرَبْطَةُ عُنُقٍ خَضْرَاءَ بِخُطُوطٍ وَرْدِيَّة، مَثَلاً!]
زَائِغُ النَّظَرْ
منتفخ الأوْدَاجْ
مُضْطَرِبُ المَزَاجْ
يَتَصَبَبُ عَرَقُهْ؛
مِنْ شِدَّةِ البَدَانَةْ ـ أو رُبَّمَا مِنْ كَثْرَةِ الأدْوِيَّةْ
"يَتَمَطْرَحُ" أمَامَهُ نوُاَّبُ البَرْلَمَاْنْ،
وَ"يَتَمَسَّحُ" بِهِ صَحَفُيو هَذَا ـ وَذَاكَ الزَّمَانْ!

[الكَوْرَسُ]
هَلْ هَذَا قَدَرٌ يُونَانِيٌ أمْ لَعْنَةٌ عَرَبِيَّةْ؟
هَلْ صَنَعْنَاهُ بِأنْفُسِنَا،
أمْ عُقُوبَةٌ "رَبَّانِيَّةْ"؟
هَلْ هَذَا كَابُوسْ:
مَهْمَا تَغَيَّرَ الزَّمَانْ،
وَمَهْمَا كَانَ أَفْرَادُ البَرْلَمَانْ؟!

كاريكاتير2
[الحَدَثُ]
هَا هُوَ الرَئِيسْ [َأوْ السُّلْطانْ، أوِ الأَمِيرْ أوْ أَيَّاً كانْ]
هَا هُوَ يَفْتَتِحُ جَلَسَاتِ البَرْلَمَانْ [أوْ مَا تَبَقَّى مِنْهُ الآنْ]،
يَقْرَأُ سُورَةَ الفَاتِحَةْ،
ثُمَّ يُحَمْدِلُ،
وَيُوحَوْقِلُ،
وَيُرَدِّدُ كُلَّ التَعْوِيذَاتْ
يَمْسَحُ وَجْهَهُ البَدِينْ،
ثُمَّ يَقْرَأُ كَلِمَةً بَائِخَةْ؛
عَنِ الْفُقَرَاءِ المُعْدَمِينْ،
عَنِ الْوَطَنِ وَالتَّحَدِّيَاتْ!
وعَنِ الإنْجَازَاتْ!
وَبَائِعِ الخُضْرَوَاتْ [لا أعْرِفُ مَا هِيَ عَلَاقَةُ الإنْجَازَاتِ بِبَائِعِ الخُضْرَوَاتْ؟!]
وبَعْدَ أَنْ قَرَّرَ "غَلْقَ" ثَلاثَ مَدَارِسَ للْبَنَاتْ،
وَ"فَتْحَ" عَشْرَ مَدَارِسَ جَدِيدَةْ ـ
لِتَعْلِيمِ الوُضُوُءٍ وَالصَّلَاةْ!
يَنْزِلُ عَنِ الْمِنَصَّةْ،
وَسْطَ "عَاصِفَةٍ" مِنَ الْتَّصْفِيقِ وَالْهِتَافَاتْ!
[الخَاتِمَةٌ]
وَحَالَمَا تَخْفُتُ الهِتَافَاتْ
تَنْطَلِقُ "عَاصِفَةٌ" مِنَ التَعْلِيقَاتْ،
لَجَمِيعِ الوكَالَاتْ
ونَشَرَاتِ الأَخْبَارِ فِي القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةْ
وَفِي مُجَمَّعَاتِ الأقْمَارِ الصِّنَاعِيَّةْ
وَفِي كُلَّ التَّكْنُولُوجِيَّاتْ [المُسْتَوْرَدَةِ مِنَ الدُّوَلِ الغَرْبِيَّةِ "الْحَاقِدَةِ" عَلَى الدُّوَلِ الإسْلَامِيَّةْ!!!]
وَيشْرَعُ المُحَلِّلُونَ السِّيَاسِّيُونَ والصَّحفيون وَكُتَّابُ المَقَالاتْ
بِسِلْسِلَةٍ "جَرِيئةٍ" مِنَ الْتَّحْلِيلاتْ:
عَنْ خَفَايَا وَأسْرَارِ حُرُوفِ الجَّرِ فِي كَلِمَةِ الرَئِيسْ
وفَصَاحَةِ المُقَارَنَاتْ،
وًبَلاغَةِ الْحَذْفِ والتَّقْدِيمِ وَالتَّأخِيرِ وجَمَالِ التَّوْرِيَاتْ
وَحَالاتِ الجِنَاسِ وَالاقْتِبَاسَاتْ!
حَتَّى يَتَانَسُونَ تَمَامَاً أنْفُسَهُمْ،
وَيَقْتَرِحُونَ تَدْرِيسَ "الكَلِمَةِ" فِي الْجَامِعَاتْ،
أوْ فِي الْمَدَرَاسِ الابْتِدَائِيَّةِ وَالثَّانَوِيَّاتْ!


[عُنْصًرٌ دُرَامِيٌّ جَدِيدٌ]
وَبِعَونِ اللهِ "تَعَالَى" وَبتَوْجِيهِ مُدِيرِ التَّشْرِيفَاتْ [أوْ وَكِيلِ المُخَابَرَاتْ أو عَمِيدِ كُلِيَّةِ اللُّغَاتْ أو أيٍّ واحد مِنَ الإمَّعَاتْ(2)]
يَتَمَّ فِي اليَوْمِ التَّالِي:
تَوْزِيعُ الجَوَائِزِ وَالمُكَافَآتْ،
عَلَى المُشَارِكِينَ فِي مُسَابَقَةِ الهِتَافَاتْ!


[سِتَار]


هوامش:
[1] الساتيرا هي نوع أدبي ـ درامي ذات طابع ساخر نقدي لاذع ظهر في الثقافة اليونانية القديمة. في هذا النوع من المسرحيات غالباً ما كان الممثلون يرتدون زي الساتير (وهي مخلوقات أسطورية يكون النصف العلوي على هيئة رجال، أما النصف السفلي فيمثل هيئة الماعز ). وقد كانت "الساتير" واحدًا من ثلاثة أشكال من الدراما الأثينية.
[2] "الإمعة": هو الشخص الذي لا رأي له ويتفق مع الجميع في أي شأن كان!


أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر