منع

ابتهالات للفيل الطائر جلَّ جلاله!

1.
سبحانك إنْ طرتَ في السحابْ؛
وسبحانك إنْ تمرَّغت في الطين والترابْ.
فأنتَ - أنتَ العَليُّ،
وأنت الحاضرُ في الغيابْ!
2.
سُبحانَك اللَّهُمَّ!
سُبحان علاك
سُبحانَك لا إله غيرك،
ولا ربَّ سواكْ
فإنْ خسرنا الدنيا - ربحنا هواكْ،
وإنْ ربحناها خسرناك
3.
أنت الفيلُ - وأنت الخليل،
وأنت الماء عند العطش - وأنت الظليل،
أنت النورُ في لجة الظلام
وأنت الشمس حين يضيع الدليل


أنظر أيضاً:







هل كان آينشتاين مؤمناً؟




مقدمة:
"يروق" للكثير من مسلمي المنتديات إن "يطقطقوا" أحناكهم بـ"تصريحات" مستلة من سياقها عثروا عليها بالصدفة من هنا أو هناك تقول أن آينشتاين كان "مؤمناً" أو "متديناً" أو لا "ينكر الله" وغيره من الهراء الذي لا صحة له. فالجمل التي عثروا عليها صدفة هي في حقيقة الأمر قد تم "تسويقها" من قبل المؤمنين الذين يتصيدون بالماء العكر بحثاً عن الأدلة على مصداقية إيمانهم التي عجزوا عن تقديمها من خلال تشويه ما يقوله العلماء البارزين.
هذا الموضوع المقتبس من كتاب [حوارات سيدني] الذي نُشرت فيها مقابلات ولقاءات مختلفة مع ريتشارد دوكينز يكشف فيها بجلاء سخف تلك الادعاءات المتعلقة بـ"آينشتاين المتدين!" وتهافتها الإسلامي - التقليدي.
المقال المنشور في الكتاب المشار إليه هو تحت عنوان [عن اقتباسات آينشتاين].


الخلاصة:
كما هو واضح من الأمثلة الكثيرة التي يوردها دوكينز فإن آينشتاين وعندما يتحدث عن"الإله" فإنه يستخدم أولاً اللغة السائدة، وهو ثانياً يتحدث عن شيء آخر تماماً لا علاقة له بـ"إله" الأديان الإبراهيمية.
فهو إذ يرفض "الإله الشخصاني" الإبراهيمي يقول بوضوح ما بعده وضوح:
"كل الأشياء التي قرأتموها عن معتقداتي الدينية هي كذب بالطبع، لكنها كذبة تم ترديدها بشكل منهجي. أنا لا أومن بإله شخصاني أبداً، ولم أنكر عدم الإيمان هذا أبداً، ولو كان هناك شيء فيَّ يمكن وصفه بأنه (ديني)، فسيكون الاحترام والتقدير اللامحدود لبنية الكون، بحسب ما أظهره الكون لنا لحد الآن".
إذن "الروح الدينية" التي يتحدث عنها المسيحيون والمسلمون بالنسبة لآينشتاين هي:
"الاحترام اللامحدود لبنية الكون".
يا له من متدين!

ملحق: "آينشتاين والدين" مقتبس من كتاب "وهم الإله" [الصفحات 18-23]



























محاولة اغتيال معلنة مسبقاً!

سلمان رشدي عند إصدار رواياته "آيات شيطانية" عام 1988
[سلمان رشدي عند إصدار رواياته "آيات شيطانية" عام 1988]

الخبر:
قام يوم أمس [أحدُ] الممسوسين المسلمين العرب المقيمين في نيويورك بتوجيه طعنات إلى الكاتب البريطاني المعروف سلمان رشدي بعد لحظات من صعوده على خشبة المسرح في مؤسسة Chautauqua في نيويورك لإلقاء محاضرة عن "حرية التعبير الفني"!
وقد تم نقل سلمان رشدي بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى.
فمن هو الذي قام بمحاولة الاغتيال؟
وما هي دوافع الاغتيال؟
ومن هو الذي كان ضحية محاولة الاغتيال؟
هذه أسئلة تحمل طبيعة صحفية تقليدية محضة لا قيمة لها لغير الأغراض الصحفية وسوف يطويها النسيان حالما يأتي خبر جديد عن حدث جديد يحتل اهتمام الصحافة والقراء البعيدين عن الجحيم فيحل محل الحدث السابق وهكذا..
غير أن كل هذا لا يعني بالنسبة لي الشيء الكثير ...
1.
من الذي قام بمحاولة الاغتيال؟
من يعتقد (أياً كان وأينما يكون) بأن من قام بمحاولة الاغتيال هو المسلم العربي المقيم في نيويورك فإنه قراءته للخبر هي أسوء ما تكون القراءة وأنَّ الخلاصة التي وصل إليها هي من أسوء الخلاصات!
ومن يسعى إلى البحث عن دوافع محاولة الاغتيال وهوية الجهة التي تقف خلف محاولة الاغتيال على الطريقة الصحفية فإن سعيه لا يحصد غير سراب الربع الخالي!
2.
فالدافع إلى محاولة الاغتيال هو العقيدة الإسلامية كما هي من غير مكياج:
عقيدة الثقافة الشمولية التي لا تعترف بوجود الآخرين وبحقهم في الرأي والنقد والتصورات الشخصية عن التاريخ والعالم؛
عقيدة دينية تنمو وتتوسع خارج الواقع التاريخي للبشر. إنها [عقيدة "خير القرون!"] التي تعود بالناس الى الوراء 14 قرناً وتلقي بهم في أتون جحيم التخلف الديني؛
إنها ثقافة التوحش الكامنة عميقاً في العقيدة الإسلامية نفسها – وهذا ليس رأي نقاد الإسلام فقط بل والمسلمين الذين لم يفقدوا القدرة على رؤية جذور التوحش [أنظر: لِمَ اختار الوحشُ الوجهَ الإسلاميَّ بالذّات لا وجهاً آخر ؟]
ومن يعتقد من المسلمين بأنَّ ثمة جهة تقع خارجهم تقف وراء محاولة الاغتيال فإنهم ما رأوا شيئاً وما فقهوا!
لينظروا إلى أنفسهم في المرآة:
هل يرون الوحش؟
إذن هم الجهة التي تمول الاغتيالات والجهة التي تقف وراءها وتشجع القيام بها.
هم الجهة المسؤولة عن التوحش الذي استيقظ في القرن الحادي والعشرين بصمته ولا اكتراثهم بما يحدث في بلدانهم؛
هم "الحاضنة" لكل هذه الجرائم مهما ادعوا بتحضرهم وبتميزهم عن الآخرين؛
إن مهندسي ثقافة التوحش يستندون إلى دعمهم المالي والأدبي وإلى صمتهم المديد....
3.
ومن هو ضحية محاولة الاغتيال؟
من يعتقد أنه سلمان رشدي فقد أساء قراءة الخبر ولم يقرأ غير المستوى السطحي منه.
إنَّ "موضوع الاغتيال" هو جميع المخالفين لسلطة اللاهوت الإسلامي من جميع الطوائف والرافضين لعقيدة التوحش لجميع الطوائف؛
إنَّ "الضحية" التي كانت ولا تزال وسوف تبقى ما بقيت سلطة الدين قائمة في أحضان الدولة هم جميع المختلفين و"الآخرين" الذي يرفضون الخضوع لمعايير دين قرر أصحابه أن يكون هو الدين المطلق الذي لا يحل محله دين آخر أو أي نوع من العقائد الممكنة.
إنه "دين الدولة" كما تقول الدساتير الإسلامية/ العربية المهلهلة والمساس بـ"بمقدسات" هذا الدين هو المساس بأسس الدولة!
4.
إنها محاولة اغتيال معلنة مسبقاً وموجهة ضد جميع المخالفين.
هذه هي الحقيقة الفاجعة شئنا أم أبينا!

꣙ ꣙ ꣘
ملاحظة قد تكون مهمة!
لقد قرأت رواية " آيات شيطانية" لسلمان رشدي حين إصدارها ولم تعجبني واقل ما يقال عنها بأنها مملة.
فهي من أضعف أعمال رشدي فنياً وبنائياً. كما أنها مجموعة من "التوليفات" التي تصلح أن تكون أعمالاً منفصلة!
ولكن هل من المعقول في العصر الحديث أن يحق لأحد شيوخ العته أن يصدر حكماً بإعدام كاتب لأنه تطرق إلى خرافة التاريخ الإسلامي والمحمدي؟
إنَّني أستطيع الجزم كون ما عرضه سلمان رشدي في روايته لا يتعدى "القطرة" من "بحر التشهير" بمحمد في كتب الحديث الإسلامية، وخصوصاً هراء أبي هريرة، وليس كتب آخرين معادين للإسلام!
سلمان رشدي
فحتى كتب الحديث الشيعية (وشيعة الخميني بالذات) مليئة بالهراء الذي يسيء إلى نبيهم عشرات الأضعاف مقارنة بما يعتقدون بأن رواية "آيات شيطانية" قد أساءت إلى نبيهم.فهل أصدر الخميني أو أياً من شيوخ العته فتاوى بهدر دماء مؤلفي هذه الكتب أو اتهامهم بالإساءة إلى شخص محمد مثل الكليني؟!
وإن حصل هذا (وآمل أنه لم يحصل حتى اللحظة الراهنة) فإنه كم من الدماء سوف يقوم بهدرها شيوخ العته والمسلمون المهوسون بنبيهم؟!
ومن المفارقة المفجعة هي أن محاولة اغتيال سليمان رشدي في نيويورك كانت في بداية محاضرته عن "حرية التعبير الفني"!


وماذا بعد مقتل أحد رؤوس أفعى التوحش: أيمن الظواهري؟!

1.

أعلن الرئيس الأمريكي جون بايدن عن مقتل أيمن الظواهري-  ثاني رجل في "تنظيم القاعدة" الإرهابي وأحد رؤوس أفعى التوحش الإسلامي نتيجة لغارة بطائرة حربية بدون طيار "drone" تابعة لوكالة المخابرات الأمريكية.
2.
لا يوجد أي شك في الدور الإجرامي الذي لعبه أيمن الظواهري نتيجة للقرارات التي اتخذها تنظيم القاعدة بقيادة ابن لادن آنذاك والتي أدت إلى مقتل الآلاف من الأبرياء (ومن ضمنها ضحايا الحادي من سبتمبر عام 2011) ونشر الرعب والخوف والخراب في الكثير من المدن العالمية ومن ضمنها الكثير من المدن العربية. وإن مقتله هو بمثابة سقوط أحد رؤوس أفعى التوحش الإسلامي.
3.
لكن السؤال الأساسي هو: وماذا بعد؟
ما الذي سوف يؤدي إليه مقتل إرهابي مثل الظواهري؟
إنَّ مَنْ يعتقد بأنَّ هذا انتصار على تنظيمات التوحش الإسلامي فإنه كما يبدو يعيش في وهم على الطريقة الإسلامية. إنَّ تصفية هذا الجزار لا تشكل غير انتصار سياسي للإدارة الأمريكية ولا تتعدى قيمتها الحياة السياسية الأمريكية.
فثمة فارق جوهري في آلية وبنية وطبيعة تأسيس التنظيمات الإرهابية الإسلامية والتنظيمات الأخرى ذات الطابع السياسي مثل حركة بادرماينهوف والألوية الحمراء والتوباماروس وغيرها الكثير. فالأخيرة حركات سياسية ذات طابع قيادي يلعب فيها الفرد – القائد دوراً أساسياً حاسماً، وغالبا ما يكون هو العقل المدبر والمفكر.
أما منظومات الأفكار والأهداف السياسية فلا ترتبط بحركات جماهير وقاعدة شعبية رصينة ومستمرة. إنها نتيجة مباشرة لأحداث وأزمات سياسية مؤقتة لم تعد قائمة في فترة قصيرة بعد ظهور هذه الحركات. ولهذا فإن أعضاء هذه التنظيمات كانوا "يحاربون" وحدهم حتى تم القضاء عليهم الواحد تلو الآخر ولم يظهر من يعوض غيابهم.
4.
أما التنظيمات الإرهابية الإسلامية فإنها تختلف بصورة جذرية.
أولا:
القاعدة قد انتهت عملياً قبل مقتل ابن لادن والظواهري وذلك بانتهاء المنطلق الآمن في أفغانستان.
ثانياً:
إن ضرب تنظيم القاعدة في أفغانستان واختفاء ابن لادن والظواهري أدي إلى ظهور قادة إرهابيين جدد مثل الزرقاوي والبغدادي وبدلا من "القاعدة" ظهرت "الدولة الإسلامية" وهكذا.
ثالثاً:
خلافاً لجميع التنظيمات الإرهابية فإن للتنظيمات الإرهابية الإسلامية قاعدة جماهير وعقيدة دينية وتمويل مستمر تغذي التنظيمات القائمة وتستحدث التنظيمات الجديدة:
فالقاعدة الجماهيرية هي المسلمين المتطرفين في جميع أنحاء العالم وليس في الدول الإسلامية فقط؛
والعقيدة الدينية هي العقيدة الإسلامية التي تحمل جذور وآليات التوحش والإسلام في بنيتها الداخلية ومفرداتها اللاهوتية؛
أما التمويل فقد كان ولا يزال والفضل يعود إلى واردات دول البترول بشكل خاص.
5.
وإذا ما رحبت بعض الدول الإسلامية (ومن بينها بعض الدول العربية) بمقتل الظواهري فإنها لم ترحب إلا بمقتل إرهابي ليس من "إرهابيها" المفضلين وبتدمير تنظيم ليس تنظيمها المفضل!
6.
إن قادة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وأعضاء ومشجعي وأنصار هذه التنظيمات قد ظهروا وسيظهرون من رحم العقيدة الإسلامية واندماجها بالبنية السياسية للدول ذات الأكثرية المسلمة أو بكلمة أدق تلك التي تبدأ دساتيرها المهلهلة بأن "الإسلام دين الدول" و"الشريعة الإسلامية" مصدراً للتشريع.
7.
فهذا الاندماج المصيري ما بين الدين والدول هو السبب الأول والحاسم لظهور التنظيمات الإسلامية الإرهابية والقادة الإرهابيين. ولم يمكن أن يكف هذا "الظهور" إلا بتدمير هذا الاندماج وفصل الدين عن الدولة فصلاً واضحاً جذرياً دستورياً وعملياً.
8.
فإذا تم قتل الظواهري فكم من أمثاله لا يزالون يفعلون في السر والعلن؟!
وكم من المهوسين يسيرون على درب التوحش الذي لم يعد مستتراً؟
بل وكم من أمثاله سيظهرون غداً؟!
أليس "الحاضنة" الإرهابية التي ظهر منها لا تزال قائمة وتصنع أرهابيين "من مثله"!

أنظر موضوع :






أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر