منع

الأربعينية الحسينية: مواكب الأوهام وضياع الأحلام

1.
اليوم يجري واحد من أهم الطقوس الدينية "الشيعية" التي اصطنعها كهنوت الشيعة - وهو "الأربعينية الحسينية" [مرور أربعون يوماً على تاريخ مقتل الحسين في العاشر من محرم 680 عام].
في هذا اليوم باعتباره يوماً حزيناً وفاجعاً عادة ما تنطلق مواكب العزاء منذ ساعات الصباح الأولى - وهناك من ينطلق منذ ليلة أمس من مناطق مختلفة من قرى ومدن العراق [والدول الشيعية المجاورة مثل إيران] مشياً على الأقدام بهدف زيارة قبر الحسين في كربلاء.
2.
لا شكَّ أنَّ القارئ سوف يحدس بسهول هدف هذا النوع من الطقوس:
الحصول على الثواب!
فكهنة الشيعة قد نجحوا حقاً في صناعتهم هذه وقاموا بتجذير وتسويغ وإيهام ملايين السذج [أصحاب العقل المستقيل] بقدرة الأئمة على التوسط أو ما يسميه الشيعة "الشفاعة" للشيعة أمام "رب العالمين"!
فـ"عقائد" الشيعة تستند 100% على خرافات وأساطير دينية غائرة في الزمن عن مكانة علي بن أبي طالب في "بانثيون"  المجلس الرباني للأنبياء والأئمة المقربين من "رب العالمين"!
وبالتالي فإنَّ الشيعة ينطلقون من "نظرية" لاهوتية مفادها أن "الثواب على قدر المشقة". ولهذا فإنَّ زيارة قبر الحسين في هذا اليوم حيث يصلون مشياً على الأقدام متحملين طوال المسافات وصعوبة الأنواء الجوية [وخصوصاً في فصل الصيف] يضمن لهم "الجنة" التي يحلمون بها!
3.
وقد تفنن، والحق يقال، الكهنوت الشيعي في صياغة مختلف "الأحاديث" عن مكانة علي بن أبي طالب الربانية – وبالتالي مكانة شيعته عند "رب العالمين".
فعن فلان وفلتان صاحب الرعيان قيل إنَّ محمداً قد قال "من أراد التوكل على الله "فليحب أهل بيتي"، ومن أراد أن ينجو من عذاب القبر "فليحب أهل بيتي"، ومن أراد أن يدخل الجنة بغير حساب "فليحب أهل بيتي"، فو الله ما أحبهم أحد إلا ربح في الدنيا والآخرة"!!!
أو:
قام محمد "وقبَّل بين عيني علي بن أبي طالب وقال: يا أبا الحسن أنت "عضو من أعضائي"، تنزل حيث نزلت، وإن لك في الجنة درجة الوسيلة فطوبى لك ولشيعتك من بعدك!
4.
وقد وصل الكهنوت الشيعي بعيداً جداً في صناعتهم التقديسية لشخصية علي بن أبي طالب عند أنصارهم حتى جعلوا حبَّ علي وآل البيت شرطاً من شروط الإيمان ودخول الجنة سواء صرحوا به علناً بصورة مباشرة أم تضميناً. وهذا ما يمكن أنْ نراه متناثراً في عشرات [بل المئات] في كتب الشيعة القديمة والمعاصرة. وبغض النظر عن مصادر "الحديث" فإنها تلتقي في اتجاه واحد وهدف واحد:
فمودّة أهل البيت ليس موقفاً مستحباً بل فرضاً على المسلمين مستندين بذلك إلى كتاب محمد من قبيل "قُل لاَ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُربَى"؛ أو أنَّ محمداً قد قال: "يا علي: أنت قسيم الجنة والنار". وبالتالي يمكن الاستنتاج منطقياً هو أنًّ حبه شرطاً من شروط الآخرة لدخول "الجنة"!
5.
غير أنَّ المأساة الحقيقية هو أنَّ هذا النوع من الطقوس الخرافية لم تقم بتعطيل العقل الشيعي و"استقالته" فقط بل وأسهم في تعطيل الحياة العملية والإنتاجية للشيعي.
فإذا ما اخذنا بنظر الاعتبار أنَّ المعصومين [12] + محمداً وابنته فاطمة والمقربين منهم جميعاً فإنَّ ولادتهم وموتهم والأحداث التي مروا بها والمناسبات المتعلقة بحياتهم تشكل بالنسبة للشيعة طقوساً دينية تستغرق ما بين أيام  وأسابيع. وإنَّ بإمكان القارئ الذي لم يودع عقله أن يخمن حجم الإنفاق المالي والكلفة الزمنية والانشغال الذهني في مثل هذه الطقوس [أما الوقت فالمسلمون لهم كل وقت الكون!]
[ملاحظة هامة:
طبعاً هنا لم نأخذ بنظر الاعتبار الطقوس الإسلامية العامة [بالنسبة للسنة والشيعة] التي يمارسها الشيعي!]
6.
كل هذا العبث الحياتي يحظى بتأييد الغالبية العظمى من كهنوت الشيعة أو بصمتهم [كلمة الدلع: بتدليسهم]. ومن النادر جداً أن تجد من الكهنوت الشيعي من يعترض على هذا الطقس أو ذاك، أو على هذه العقيدة أو تلك [وخصوصاً: التطبير واللطمية وجلد الظهر بالسلاسل الحديدية]. وإنْ تجد صدى لمثل هذه الآراء المعارضة فإنها لم تصل ولا تصل ولن تصل إلى الأغلبية الساحقة من الشيعة.
أما ما يخص "المتعلمين!" فإنَّهم غالباً ما ينظرون إلى الآراء المعارضة للطقوس والتقاليد والخرافات والأساطير الشيعية السائدة باعتبارها "آراء فقهية" خارجة عن تقاليد الشيعة وتشكل بدعة معادية للطائفة!
7.
على الرغْم اشمئزازي وقرفي من هذه الطقوس والتي لا تشكل غير منظومة من الخرافات والطقوس فإنني لا أجد إلا أن أتعاطف مع ملايين المعدمين والفقراء واصحاب الدخل المحدود الشيعة [وهم الغالبية العظمى من الشيعية] الذين يهدرون طاقاتهم ويبذِّرون [ويبذِرون أيضاً] مواردهم المالية المحدودة ووقتهم في خرفات لن يحصدوا منها غير الفشل والخيبة والفقر المزمن.
 إنها أحلام - وأحلام البشر مشروعة.
لكنها أحلام مصنوعة من نسيج الأوهام - وهذه هي التراجيديا الشيعية .. .

 
ليس للموضوع بقية .. ..


الإنذار الأخير: من لم يرض بقضائي فليخرج من تحت سمائي!



مقدمة:
تصورات ربانية لطيفة:
[1] ولو شاءَ ربُّك لآمن مَنْ في الأرض كلُّهم جميعاً! [آية]
[2] وما خلقتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون! [آية]
[3] فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ [آية]
وأخيراً:
[4] من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي، فليخرج من تحت سمائي، ويتخذ رباً سواي! [حديث "قدسي]
1.
لا يحتاج المرء العاقل [وليس المؤمن] أدلة استثنائية على الطبيعة التلفيقية لـ"رب العالمين!".
فمن أهم سمات القوة العقلية والحكمة هي التماسك. ومتى ما أنهار التماسك [في تصورات الناس والكائنات الخرافية والبنيان - في أي نوع من البناء] فإنها تنهار جميعاً وتفقد مصداقيتها.
وربما كان غياب التماسك في التصورات التي منحها المسلمون لـ"رب العالمين!" هي كعب أخيل. فغياب التماسك في شخصية "رب العالمين!" لا تبرهن على غيابه فقط وإنما تكشف عن تعدد المؤلفين لهذه الشخصية. 
فـ"رب العالمين!" هذا عبارة عن مجموعة كبيرة من الملامح المختارة من هنا وهناك لا يجمعها جامع ولا يربط فيما بينها غير الرغائب. إنه تماماً كصورة فوتوغرافية لوجه بشري تم اختيار كل عنصر فيها من صورة أخرى.
ولكي يتأكد القارئ العاقل [وليس المؤمن] فإنَّ عليه تأمل الآراء "اللطيفة" الواردة في المقدمة والتي لا تشكل غير أمثلة – توجد مثلها المئات.
2.
يدعي القريان نقلاً عن فلان وعلان:
"ولو شاءَ ربُّك لآمن مَنْ في الأرض كلُّهم جميعاً"!
والنص بصريح العبارة واضح ولا يحتاج إلى تيوس الكهنوت لتفسيره: 
"رب العالمين!" هو المسؤول عن إيمان هذا وكفر ذاك. 
وهكذا فإن وجود الكفار على الأرض هي مشيئة "ربانية". ورغم غرابة هذه المشيئة فإنَّ عدم إيمان البشر به هي رغبة منه وقرار له.
ولأنه، كما يقولون، "عادل" فقد كان عليه ألا يُعاقِب مَنْ لا يؤمن به، مثلما لا ضرورة لكي يكافئ مَنْ آمن به. فهو المسؤول الوحيد عن كفر هذا وإيمان ذاك.
3.
كلام الليل يمحيه النهار:
ولكن، وكما يبدو، أنَّ "رب العالمين!" يعاني من الكثير من أمراض الشيخوخة. فإلى جانب آلام المفاصل وارتفاع ضغط الدم والسكر وهشاشة العظام - وطبعاً آلزهايمر، ولهذا فإنَّ ذاكرته قد أصبحت "في خبر كان" فأصبح كلام الليل يمحيه النهار!
فما يحل صباح اليوم التالي حتى يصرخ قائلاً: "وما خلقتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون"!
أي أن "عبادته" أمر إجباري لا يمكن الميل عنه والتنكر له بأي حال من الأحوال ونسي تماماً بأنَّه في الليلة الماضية قد قرر بأنه شخصياً حرر بعض البشر من الإيمان به وعبادته.
والآن يحير المرء بتصورات "رب العالمين!" والقرارات الغريبة العجيبة التي نسمعها وفيما إذا كانت من "لدنه" أم لفقها الأخرون ولصقوها به [المسكين] زوراً وبهتاناً!
4.
بل أنَّ الآلزهايمر الرباني قد ساء ووصل إلى حد أصبح فيه "رب العالمين!" لا يتناقض مع ما قاله أمس بل يجمع أسوء المتناقضات في جملة واحدة ولحظة واحدة. فهو يقول بالحرف الواحد:
"فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ"!!!
فهو في الجزء الأول من قراره "الحكيم!" يطلق حرية الإيمان والكفر. ولكن حالما يتفوه بهذا القرار "الديموقراطي!" الغريب يعود إليه وعيه الأصيل لكي يهدد البشرية بالويل والنار المحرقة أن كفروا به!
هل معقول من "ربِّ" يمتلك الحكمة والعقل والعلم اللامحدود أن يتصرف بكل هذا النزق؟
التحذير الأخير:




غير أنَّ هذا النزق الرباني قد اخترق حاجز الصوت ووصل إلى هاوية إلى نهايته القصوى:
فبينما كان يستلقي على العرش وقد أنزاح قميصه الحريري عن ساقيه الربانين وقد بانت خصيتاه أخبره أحد الملائكة بأن هناك مِنْ عباده مَنْ لم يرض بقضاءه ولم يقبل قدره وقرر الخروج عن إرادته ورفض سلطته.
فنهض "رب العالمين!" وقد أخذ يرعد ويزبد ملوحاً بقبضة يده الربانية موجهاً سبابته في وجه البشرية قائلاً:
- "من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي، فليخرج من تحت سمائي، ويتخذ رباً سواي"!!!
- ألست الرب الأوحد والوحيد يا "رب العالمين"؟
سأل أحد الملائكة البلهاء. فنهره "رب العالمين!" قائلاً بعصبية لا تليق إلا به:
- وهل لديك شك في ذلك؟!
ولأن هذا النزق الرباني يقول الشيء الكثير فإن للموضوع بقية  ...

أحدث المقالات:

كتاب: حكاية الحمار العجيبة الذي قرر أن يكون مؤذناً!

المواضيع الأكثر قراءة:

◄ أربعة مقالات حول: خرافة "الرحمة" في الإسلام!

هل كان آينشتاين مؤمناً؟

مقالات عن الشيعة: اساطير التاريخ وأوهام الحاضر